عتبت عليك مليحة العتب

عتبت عليك مليحة العتب - عالم الأدب

عَتَبَت عَلَيكَ مَليحَةُ العَتبِ

غَضبى مُهاجِرَةً بِلا ذَنَبِ

قالَت أَما تَنفَكُّ ذا أَمَلٍ

مُتَنَقِّلاً شَرِهاً عَلى الحُبِّ

كَلّا وَأَيديهِنَّ دامِيَةٌ

في عُقلِها بِمَواقِفِ الرَكبِ

ما كانَ في زَعمٍ هَواكِ وَلا

أَضمَرتُ غَيرَ هَواكِ في قَلبي

قالَت عَسى قَولٌ يُمَرِّضُهُ

ما صَحَّ باطِنُهُ مِنَ العَتبِ

إِنَّ الزَمانَ رَمَت حَوادِثَهُ

هَدَفَ الشَبابِ بِأَسهُمٍ شُهبِ

فَبَقيتُ مُضنىً في مَحَبَّتِها

مُرَّ الوِصالِ مُكَرَّهَ القُربِ

مِن بَعدِ ما قَد كُنتُ أَيَّ فَتىً

كَقَضيبِ بانٍ ناعِمٍ رَطبِ

فَإِذا رَأَتني عَينُ غانِيَةٍ

قالَت لِرائِدِ لَحظِها حَسبي

يا صاحِ إِنَّ الدَهرَ صَيَّرَني

ما قَد تَرى قِشراً عَلى عَضبِ

ما زالَ يُغري بي حَوادِثَهُ

وَيَزيدُني نَكباً عَلى نَكبِ

حَتّى لَأَبقاني كَما تَرَني

صَمصامَةً مَفلولَةَ الغَربِ

إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ بِهِم

فَخَرَت قُرَيشُ عَلى بَني كَعبِ

صَبرٌ إِذا ما الدَهرُ عَضَّهُمُ

وَأَكُفُّهُم خُضُرٌ لَدى الجَدبِ

وَلَهُم وِراثَةُ كُلِّ مَكرُمَةٍ

وَبِهِم تُعَلِّقُ دَعوَةُ الكَربِ

وَإِذا الوَغى كانَت ضَراغِمَةً

وَعَلَت عَجاجَةُ مَوقِفٍ صَعبِ

لَبِسوا حُصوناً مِن حَديدِهِمُ

صَبّارَةً لِلطَعنِ وَالضَربِ

حَتّى تُبَلِّغَهُم شِفائَهُمُ

مِن ثارِهِم في مَوقِفِ الحَربِ

وَعَدَت جِيادُهُمُ بِكُلِّ فَتىً

يَعصى بِقائِمِ مُنصُلٍ عَضبِ

مَرٍّ إِذا بَلَغَت حَفيظَتَهُ

حَلوِ الرِضا في سِلمِهِ عَذبِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن المعتز، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات