Skip to main content
search

يا ابن بُورانَ يا جُعلتَ فدائِي

عِشْتَ في غبطةٍ وفي نَعْماء

بَخْبَخٍ بَخْبَخٍ لأمِّك ما أسْـ

ـوَرَ هِمّاتها إلى العليَاءِ

ناقضَتْ مريمَ العفافَ فلما

قاومَتها سَمَتْ إلى حَوّاءِ

فانتحتْ في الزنا تُكاثر حوا

ءَ عديدَ البنات والأبناءِ

كيف أهجو امرأً كريماً لئيماً

واحدَ الأمِّ خِلْفةَ الآباءِ

كيف أهجو مذبذباً بين شتىـ

ـلا إلى هؤلا ولا هؤلاءِ

كيف أهجو من فيه مجتمعُ الأَن

ساب طُرّاً وملتقَى الأحياءِ

إنما أَستطيب كَدَّك في شِعـ

ـرِك يا ابن الخبازة البَظْراءِ

فكأني أراك في عَكِرِ الفك

ر تُوالي تَنفُّسَ الصُّعداءِ

مُجْلبَاً مُغْبِراً كأنك في شي

ءٍ أَلاَ ضيعةً لذاك العَناء

وكأني أراك تهتف إيهٍ

تزجر الشعرَ حضرةَ الغوغاءِ

مستميلاً أسماعَهم لهجائي

بنُباحٍ مُلحَّن بعُواءِ

قد أصاخُوا وأنت تَيْعَرُ كالتي

سِ وهم ضامِزون مثلُ الشاءِ

فاهجُني إنما هجاؤك عندي

ضَحكاتٌ تَزيد في السرّاءِ

أنا في غبطة بها وسرورٍ

ملءَ صدري وأنت في بُرَحاءِ

ومحالٌ أن يسعدَ السعداءُ الـ

ـدهرَ إلّا بِشِقْوةِ الأشقياءِ

أنا هاجيك ما سَكتَّ ومُعفي

ك إذا ما هجوتَني من هجائي

ليس يُنجيك من يدَيَّ سِوى ذا

ك ولو كنتَ في بروج السماءِ

ويميناً لألعبنَّ بأشلا

ئِك بين الإشْواء والإصْماءِ

هاجياً مادحاً ومتّخذاً إي

ياكَ ملهىً وعُرْضةَ استهزاءِ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024