Skip to main content
search

تجلَّدَ عمرٌو للهجاء تجمُّلاً

وما زلتُ أرعى حرمةَ المتجملِ

فأقسمتُ لا أهجوه ما عشتُ بعدها

وقد تُسفر الحسناءُ للمتأملِ

ومن عادتي تكذيبُ ظنّ مُحاذري

كما عادتي تصديقُ ظن المؤملِ

فقولا لعمروٍ أنت حرٌّ سِيابُه

لشيمةِ حرٍّ محسنِ الحلم مجْمِلِ

فإنْ هو لم يحفلْ بنقمي ونعمتي

فعندي له عَوْدُ المتمِّ المكمّلِ

هجاءٌ إذا ما استافه قبلَ ذَوْقِهِ

رأى فيه شوباً من ذعافِ المُثمَّلِ

ولست أُراه لا يبالي وإن بدا

تضرُّمُه في ظَاهرٍ متعمِّلِ

رأيت بعينيه الكذوبينِ ما يرى

متى حلتُ كيّاتِي له لم يُمَلمِلِ

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024