Skip to main content
search

سُكرُ الشَبابِ جُنونُ

وَالناسُ فَوقٌ وَدونُ

وَلِلأُمورِ ظُهورٌ

تَبدو لَنا وَظُنونُ

وَلِلزَمانِ تَثَنٍّ

كَما تَثَنّى الغُصونُ

مِنَ العُقولِ سُهولٌ

مَعروفَةٌ وَحُزونُ

فيهِنَّ رَطبٌ مُؤاتٍ

مِنهُنَّ كَزٌّ حَرونُ

إِنّي وَإِن خانَني مَن

أَهوى فَلَستُ أَخونُ

لاأُعمِلُ الظَنَّ إِلّا

فيما تَسوغُ الظُنونَ

يا مَن تَمَجَّنَ مَهلاً

قَد طالَ مِنكَ المُجونُ

هَوَّنتَ عَسفَ اللَيالي

هَوَّنتَ ما لا يَهونُ

يا لَيتَ شِعري إِذا ما

دُفِنتَ كَيفَ تَكونُ

لَو قَد تُرِكتَ صَريعاً

وَقَد بَكَتكَ العُيونُ

لَقَلَّ عَنكَ غَناءً

دَمعٌ عَلَيكَ هَتونُ

لا تَأمَنَنَّ اللَيالي

فَكُلُّهُنَّ خَأونُ

إِنَّ القُبورَ سُجونٌ

ما مِثلُهُنَّ سُجونُ

كَم في القُبورِ قُرونٌ

مِمَّن مَضى وَقُرونُ

ما في المَقابِرِ وَجهٌ

عَنِ التُرابِ مَصونُ

لَتُفنِيَنّا جَميعاً

وَإِن كَرِهنا المَنونُ

أَمّا النُفوسُ عَلَيها

فَلِلمَنايا دُيونُ

لاتَدفَعُ المَوتَ عَمَّن

حَلَّ الحُصونَ الحُصونُ

ما لِلمَنايا سُكونٌ

عَنّا وَنَحنُ سُكونُ

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024