Skip to main content
search

لِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ

طوبى لِمُعتَبِرٍ ذَكورِ

طوبى لِكُلِّ مُراقِبٍ

وَلِكُلِّ أَوّابٍ شَكورِ

طوبى لِكُلِّ مُفَكِّرٍ

وَلِكُلِّ مُحتَسِبٍ صَبورِ

يا دارُ وَيحَكِ أَينَ أَر

بابُ المَدائِنِ وَالقُصورِ

مَنَّيتِنا وَغَرَرتِنا

يا دارُ أَربابِ الغُرورِ

بَل يا مُفَرِّقَةَ الجَمي

عِ وَيا مُنَغِّصَةَ السُرورِ

أَينَ الَّذينَ تَبَدَّلوا

حُفَراً بِأَفنِيَةٍ وَدورِ

زُرتُ القُبورَ فَحيلَ بَي

نَ الزَورِ فيها وَالمَزورِ

أَأُخَيَّ ما لَكَ ناسِياً

يَومَ التَغابُنِ في الأُمورِ

أَفنَيتَ عُمرَكَ في الرَوا

حِ إِلى المَلاعِبِ وَالبُكورِ

وَأَمِنتَ مِن خُدَعٍ تُصَو

وِرُها الوَساوِسُ في الصُدورِ

وَعَلَيكَ أَعظَمُ حُجَّةٍ

فيما تُعِدُّ مِنَ الغُرورِ

وَلَعَلَّ طَرفَكَ لا يَعو

دُ وَأَنتَ تَجمَعُ لِلدُهورِ

اِرضِ الزَمانَ لِكُلِّ ذي

مَرَحٍ وَمُختالٍ فَخورِ

فَلَسَوفَ تَقصِمُ ظَهرَهُ

إِحدى القَواصِمِ لِلظُهورِ

لا تَأمَنَنَّ مَعَ الحَوا

دِثِ عَثرَةَ الدَهرِ العَثورِ

لَو أَنَّ عُمرَكَ زيدَ في

هِ جَميعُ أَعمارِ النُسورِ

أَو كُنتَ مِن زُبَرِ الحَدي

دِ وَكُنتَ مِن صُمِّ الصُخورِ

أَو كُنتَ مُعتَصِماً بِأَع

لى الريحِ أَو لُحَجِ البُحورِ

لَأَتَت عَلَيكَ دَوائِرُ الدُ

نيا وَكَرّاتُ الشُهورِ

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024