Skip to main content
search

أَيا عَجَبَ الدُنيا لِعَينٍ تَعَجَّبَت

وَيا زَهرَةَ الأَيّامِ كَيفَ تَقَلَّبَت

تُقَلِّبُني الأَيّامُ عَوداً وَبَدأَةً

تَصَعَّدَتِ الأَيّامُ لي وَتَصَوَّبَت

وَعاتَبتُ أَيّامي عَلى ما تَروعُني

فَلَم أَرَ أَيّامي مِنَ الرَوعِ أَعتَبَت

سَأَنعي إِلى الناسِ الشَبابَ الَّذي مَضى

تَخَرَّمَتِ الدُنيا الشَبابَ وَشَيَّبَت

وَلي غايَةٌ يَجري إِلَيها تَنَفُّسي

إِذا ما انقَضَت تَنفيسَةٌ لي تَقَرَّبَت

وَتُضرَبُ لي الأَمثالُ في كُلِّ نَظرَةٍ

وَقَد حَنَّكَتني الحادِثاتُ وَجَرَّبَت

تَطَرَّبُ نَفسي نَحوَ دُنيا دَنِيَّةٍ

إِلى أَيِّ دارٍ وَيحَ نَفسي تَطَرَّبَت

وَأُحضِرَتِ الشُحَّ النُفوسُ فَكُلُّها

إِذا هِيَ هَمَّت بِالسَماحِ تَجَنَّبَت

لَقَد غَرَّتِ الدُنيا قُروناً كَثيرَةً

وَأَتعَبَتِ الدُنيا قُروناً وَأَنصَبَت

هِيَ الدارُ حادي المَوتِ يَحدو بِأَهلِها

إِذا شَرَّقَت شَمسُ النَهارِ وَغَرَّبَت

بُليتُ مِنَ الدُنيا بِغولٍ تَلَوَّنَت

لَها فِتَنٌ قَد فَضَّضَتها وَذَهَّبَت

وَما أَعجَبَ الآجالَ في خُدَعاتِها

وَما أَعجَبَ الأَرزاقَ كَيفَ تَسَبَّبَت

رَأَيتُ بَغيضَ الناسِ مَن لا يُحِبُّهُم

يَفوزُ بِحُبِّ الناسِ نَفسٌ تَحَبَّبَت

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024