Skip to main content
search

لك الطائر الميمون فاسرج به طِرفاً

وسر في أمان اللّه إِن له لُطفا

وصعِّد وضوِّب نظرةً بعد نظرةٍ

فما ثَم إِلاّ الخير فامدد له كفا

ولذ بحمى الإِخلاص وارفع به يداً

وشارف درُى الآمال فهي به تكفى

فسعيك تأهيل لكلِّ رغيبةٍ

سترشف معسولَ الأماني به رشفا

وحسبك أنفاس يَحفّ بها الرجا

ليعرفَ من بحر القبول بها غَرفا

فمن ضارعٍ تحت الظلام وخاشعٍ

يبيت بها ينحاز للمورد الأصفى

يُرصِّعُ تيجان الإِجابة في الدجى

بدرّ دعاء ظَلّ يرصفُه رصفا

يحاول نصراً للغزاة وقوةً

من اللّه تزداد الطغاة بها ضعفا

فيا قاصداً ذاكَ المخيّم أنَّه

مَناطُ اجتناء البِرّ والرفد والزلفى

وهاك بها إِنسانَ عينِ أولي النهى

حديقة فكر تجتني ودّها قطفا

تحييك إِجلالاً بطيب تحيةٍ

تثير له في كل شارقة عَرفا

وتنمي لك البشرى بأربح مقصِد

من الخير قد أعيَتْ مآثره الوصفا

فمثلك من يستامُ درَّ شنوفها

بكفِّ اعتزام كلَّما أطلعت شنفا

فسعيك مشكور وجدك مقبلٌ

ورفدك مبذول وبشرك لا يخفى

وكم لك في بذل المكارم من يدٍ

هصرت بها غصن الوداد مع الأكفا

وإِني وإن طالت مسافة بيننا

لأعلمُ حقاً إنِّيَ الأخلص الأصفى

وودي بظهر الغيب شاهد صدقه

لديك فلم أحتج لتعريفه كشفا

وأن حجاباً عاقني عنك مؤذنٌ

بأني سأتلو منه غب النوى صُحفا

سلام على علياك يذكو شميمه

مدى الدهر ما خَطتْ بنانُ الوفا حرفا

ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024