Skip to main content
search

لقد بشّرتنا باقتبالٍ وجدة

من الروض انفاس الربيع النوافح

فسِرنا وقضب الواديين نواضِر

نمتها سوارٍ للعشايا نواضح

ترامى بنا والعيش فينا اخضرٌ

على صفحات الروض تلك المسارح

فظلْنا وحنّان النواعير شاحبٌ

يُرنُ جوى والحوض مَلآن طافح

نقارب فيها الخطو والدوحُ عاكفٌ

ونجني قطوف الزهو والزهر فائح

ونألف منها الغَضَّ والظِلُّ وارف

على أرضها الميثاءِ والنهر سارح

ونبتكر اللّذاتِ والجوُّ أدْكَنٌ

بسفك دم الراووق والزِق ناضح

ونُصغي لتَرنام اليراع مُوَقعاً

على شدوات الطير والطلُّ راشح

وللعود من صوتِ القِيان مساجل

وللزِّير من شدو الحمام مطارح

فذا ساقُ حرٍّ فوق ساقٍ مغرَدٌ

يناغيه قُمريُّ على الشطٍ نائح

وهذا ابْن ورقاءٍ على الغصن مفردٌ

لعوب بأطراف الأهازيج صادح

وذاك عراقيٌ من الدُبْس واجدٌ

عزيزُ اسىً عمّا تُجنُّ الجوانح

جوارٍ على قضيب الأراك تناوحت

وما هي إِلاّ للقلوب جوارح

ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024