Skip to main content
search

أَرأَيتَ بين المأزِمين كواعبا

أَسفرنَ أَقماراً ولُحنَ كواكِبا

رنَّحنَ من أَعطافِهنَّ ذوابلاً

وَنَضَونَ من أَجفانهنَّ قواضِبا

وَغَدونَ يَمنحنَ العيونَ مواهِباً

حُسناً ويَسبينَ القُلوبَ نواهِبا

ما رحنَ في كِلَل الجَلال غوارِباً

حتّى أرينَ من الجَمال غَرائِبا

من كُلِّ واضحةِ الجَبين كأَنَّها

قَمَرٌ يُنيرُ مِن الفُروع غياهبا

تَختالُ من مَرح الشَبيبةِ والصِبا

فَتُعيدُ فَودَ أَخي الشَبيبةِ شائِبا

فاقَت عَلى أَترابِها لَمّا جَلَت

تَحتَ العُقود مَع النُهودِ ترائبا

لا تَعجَبوا لتهتُّكي فيها وقد

أَبدَت من الحُسن البَديع عَجائبا

تَرنو لواحظُها فَيفري طرفُها

عَن حَدِّه المسنونِ قَلبي الواجِبا

فحَذارِ من تِلكَ اللِحاظِ فإنَّها

أَمضى من البيض الرِقاق مَضاربا

ما زالَ دَمعُ العين منّي صائِبا

وَجداً وَسَهمُ العينِ منها صائبا

وَصَبا بِها قَلبي فَراقَ لَهُ الهوى

عَذباً وَلَم يَرَه عَذاباً واصِبا

وتزيدُني ظمأً مَواردُ حُبِّها

وَلَقَد وردتُ من الغَرام مَشارِبا

لَم أَصحُ قطُّ وَكَيفَ يَصحو في الهَوى

مَن راحَ مِن راحِ المحبَّة شارِبا

لَم تَرضَ لي أَنّي أَهيمُ بحُسنِها

حتّى هَجَرتُ أَحبَّةً وَحَبائِبا

أَدنو فيُقصيني جَفاها راهِباً

منها وتُدنيني الصَبابَةُ راغِبا

يا صاحبي إِن كنتَ غيرَ مُلائمي

فَدَع المَلامَة لي عِدمتُكَ صاحِبا

لي مَذهَبٌ فيما أَراهُ وقد أَرى

لِلناسِ فيما يَعشَقون مذاهِبا

قسماً بصدقِ هوايَ وهو أَليَّةٌ

يُلفى لدَيها كُلُّ واشٍ كاذِبا

لَو أَنَّني أَفنَيتُ فيها مُهجَتي

وَقَضَيتُ نَحبي ما قَضيتُ الواجِبا

ابن معصوم

علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن معصوم: عالم بالأدب والشعر والتراجم. شيرازي الأصل. ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024