Skip to main content
search

نَسيمُ الصَّبا أهدى إلى القلب ما أهدى

وقد حَمَلَتْ أرواحها الشّيحَ والرّندا

ولي كَبدٌ حرَّى لعلِّي أرى بها

بريَّا نسيمٍ مرَّ بي سحراً بَردا

فأصبحتُ أذري الدَّمع فذًّا وتَوْأَماً

تَخُدُّ على خدَّيَّ حينئذٍ خدَّا

كأنِّي اعْتَصَرْتُ المعصرات بأَعْين

نَثَرْنَ غداةَ البين من لؤلؤٍ عقدا

فما بلَّ ذاك الدَّمع منِّي حشاشة

أبى الله إلاَّ أنْ تضرم لي وقدا

ولامَ أُصَيْحابي فؤاداً متيَّماً

فما نَفَعَ اللَّومُ الفؤادَ ولا أجدى

ذكرتُهم والدَّمع يجري فلم أكنْ

مَلَكْتُ لذاك الدَّمع يوم جرى ردَّا

وبتُّ أُداري مهجةً لم أَجِدْ لها

خلاصاً من الأَشجان يوماً ولا بُدَّا

وقلتُ لسعدٍ دَعْ ملامَك في الهوى

فما زادَني لوماً فقد زادَني وجدا

يُهَيِّجُ وَجْدي وهو غير مساعدي

وما أنا لاقٍ منه إنْ لامني سعدا

يقول اصطَبر عمَّن تحبّ وإنَّني

يريني الهوى من دون ما قاله سدَّا

ولا تَشِمِ البَرق اليمانيّ فإنَّه

متى لاحَ أورى في حشاشتك الزّندا

وإيَّاك إيَّاك الصَّريمَ وأَهله

فإنَّ الظْباءَ العُفْرَ تقتنص الأُسْدا

وهل نافعٌ ما قال من بعد ما رمى

بعَيْنَيْه ريم الجزع سهم الرَّدى عمدا

بنفسي الغزالُ القانصي بلواحظٍ

من السّحْرِ مَرضى تمنع الأَسَدَ الوَرْدا

إذا ما رَمَيْنَ القلبَ سهماً أصَبْنَهُ

كأنْ قَصَدَتْ في قتل عاشقها قصدا

به أربي يا هل ترى هذه النوى

تُبَدِّلُنا بالقرب من بُعْدِها بعدا

أرى النَّفس لا تهوى سوى من تَوَدُّه

ولم تَتَكَلَّفْ مهجةُ الوامق الوُدَّا

عبد الغفار الأخرس

عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الأخرس، هو شاعر عراقي معروف في أوساط بغداد الأدبية، وأصله من مدينة الموصل، وولد في عام 1218هـ /1804م، كان شعره يتميز بالسمو والرقة، وارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024