Skip to main content
search

شموسك يا سلمى علينا بوازغُ

أم النعم المستشرفات السوابغُ

جلابيبها الأكوان تكشف تارة

وتستر أخرى والمعاني نوابغ

تجلت فأفنتنا فكنا ولم تكن

فنحن بهن المترعات الفوارغ

بلغت بها الشأو البعيد من المنى

وما أحد غيري لذلك بالغ

وحجتها فينا علينا عظيمة

وبرهانها بالحق للغير دامغ

لها كرم لا منتهى لعداده

به زاد في تقصيره من يبالغ

ورحمتها عمت وخصت وخصصت

وللكل منها العفو والصفح سابغ

أحج إليها كل وقت ومهجتي

لكعبتها وادي العقيق ورابغ

وأعرفها طوراً وما أنا عارف

بها تارة والحب للقلب ماضغ

هي البدر حسنا بل هي الشمس بهجةً

بها الكون روضات زهت ومرائغ

متى أسفرت عندي تحققت لا سوى

فقرت بها عيني وما أنا زائغ

وإن حجبتني عن سناها فإنني

بها حائر بل ثعلب الفكر رائغ

وما الكل إلا صبغة الوجه عندنا

إذا أظهرت والحسن للكل صابغ

هياكل أنوار خزائن بهجة

لنا صاغها من حضرة الغيب صائغ

عقارب أصداغ تراءت بوجهها

وهنَّ لقلبي لاسعاتٌ لوادغ

بديعة حسن تنجلي في ملابس

وقد شاقني منها الطلى والنغانغ

محجبة عنها لفرط ظهورها

بها عجز المثني وكل المبالغ

عبد الغني النابلسي

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1050 هـ - 1143 هـ / 1641 - 1731م) شاعر سوري وعالم بالدين والأدب ورحالة مكثر من التصنيف. ولد ونشأ وتصوف في دمشق. قضى سبع سنوات من عمره في دراسة كتابات "التجارب الروحيّة" لِفُقهاء الصوفية.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024