شموسك يا سلمى علينا بوازغ

ديوان عبد الغني النابلسي

شموسك يا سلمى علينا بوازغُ

أم النعم المستشرفات السوابغُ

جلابيبها الأكوان تكشف تارة

وتستر أخرى والمعاني نوابغ

تجلت فأفنتنا فكنا ولم تكن

فنحن بهن المترعات الفوارغ

بلغت بها الشأو البعيد من المنى

وما أحد غيري لذلك بالغ

وحجتها فينا علينا عظيمة

وبرهانها بالحق للغير دامغ

لها كرم لا منتهى لعداده

به زاد في تقصيره من يبالغ

ورحمتها عمت وخصت وخصصت

وللكل منها العفو والصفح سابغ

أحج إليها كل وقت ومهجتي

لكعبتها وادي العقيق ورابغ

وأعرفها طوراً وما أنا عارف

بها تارة والحب للقلب ماضغ

هي البدر حسنا بل هي الشمس بهجةً

بها الكون روضات زهت ومرائغ

متى أسفرت عندي تحققت لا سوى

فقرت بها عيني وما أنا زائغ

وإن حجبتني عن سناها فإنني

بها حائر بل ثعلب الفكر رائغ

وما الكل إلا صبغة الوجه عندنا

إذا أظهرت والحسن للكل صابغ

هياكل أنوار خزائن بهجة

لنا صاغها من حضرة الغيب صائغ

عقارب أصداغ تراءت بوجهها

وهنَّ لقلبي لاسعاتٌ لوادغ

بديعة حسن تنجلي في ملابس

وقد شاقني منها الطلى والنغانغ

محجبة عنها لفرط ظهورها

بها عجز المثني وكل المبالغ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات