Skip to main content
search

طريقتنا قل بأقوالها

ودع عنك تفنيد عذالها

خذ الفرق ما بين أهل الهدى

وأهل الضلال وأعمالها

لكل على زعمه طاعة

وقانون وضع لأفعالها

وفي كل طائفة همة

لتحصيل غايات أحوالها

وفيهم سلوك على منهج

صواب لدى عقد عمالها

ولكن سوى دين أهل الهدى

عقول رأت حسن إضلالها

فقالت على الحق ما لم يقل

وقد زخرفت قبح أقوالها

فلا وضع شرع لها ثابت

لينوي به قرب إيصالها

بصبر وزهد وأكلِ الحلال

وشكر وتقوى وأشكالها

وصوم وترك لذيذ النكاح

وشهوات نفسٍ وآمالها

وترك الزنى والربا والريا

وظلم وقتل وأنكالها

فنيتهم فعلها لم يكن

لهم طاعة دون أفعالها

فيبقى لهم فعلها هكذا

بلا قصد وضع لتمثالها

وغاية ذلك نيل الصفا

وترك الجسوم لأثقالها

وتحصيل خفَّتها والفهو

م ترتاض من ترك أشغالها

وإن دام أنتج قدس النفوس

وتطهيرها من قذى حالها

وكشفاً عن الملكوت الذي

لأرواحه سر إقبالها

وهم في حجاب عن الله عن

معاني التجلي وإنزالها

وأما طريقة أهل الهدى

كماهم نزول بأطلالها

فوضع صحيح به مؤمنون

على مقتضى حكم أرسالها

فأفعالهم لكمالاتهم

بنيَّتهم وضع إكمالها

فوصف الصفا عندهم زائد

وقدس النفوس بأفضالها

وفي ملكوت السما كشفهم

عن الروح تفصيل إجمالها

وقد زادهم ربهم علمهم

به في المجالي وإجلالها

وأنوار غيب إلهية

مثالية تملك الوالِها

منزلة عندهم في المواد

لتعريفهم غيب آزالها

فيبدي الخيال بها جهده

وتوفي القروض بأمثالها

عبد الغني النابلسي

عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي (1050 هـ - 1143 هـ / 1641 - 1731م) شاعر سوري وعالم بالدين والأدب ورحالة مكثر من التصنيف. ولد ونشأ وتصوف في دمشق. قضى سبع سنوات من عمره في دراسة كتابات "التجارب الروحيّة" لِفُقهاء الصوفية.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024