Skip to main content
search

وحقك ما للبدر حسنك في التم

ولا للآلي حسن ثغرك في النظم

أبيت وطرفي من محياك في الدجى

اراقب ضوء الفجر من مطلع النجم

كأن بقلبي ما بخصرك رقة

وبالجسم مني ما بجنتك من سقم

ورب ليال بالوصال قطعتها

فككت عراها بالعناق وباللثم

فطورا بها آسا من الصدغ اجتلى

بلحظي وطورا اجتنى الورد بالشم

وبي فاتر الاجفان ما كان ضره

اذا علني يا جار ن بارد الظلم

من الترك لن يشدو تبعرب لحنه

ولم ار احلى منه في العرب والعجم

فتنت بخال فوق دينار خده

كمسك فما احلاه ختما على ختم

وبالخد تحت الصدغ منه يشوقني

رقيم عذار لا بخط ولا رسم

وما روضة بالنبت وشعها الندا

باحسن فوق الخد من ذلك الرقم

فيا غصن حتى ما تضاهى قوامه

وقد قصرت عنه طوال القنا الشم

وبينكما لم يبرح الفرق ظاهرا

فللنصب تأتي دائما وهو للضم

واقسم ان العين لم تهو غيره

الم تر منها حظه وافر القسم

يكاد لفرط اللين يعقد خصره

ووجنته باللحظ تدمى من الوهم

فلا تنكروا سكري به ان ريقه

هو الراح لكن ضيب الريح والطعم

محا بالجفا رسمي هواه ولم ازل

اعلل قلبي بالعالم والرسم

وقتلي ظلما قد اباحت لحاظه

وها من دمي في خده شاهد الظلم

فلا تعذلوني عن هواه جهالة

فمن لامني فيه فقد باء بالاثم

يمينا به لا ملت عنه لسلوة

وان ذكرت يوما له فعلى رغمي

ولم اخش شيطان الملام لأن لي

شهابا له ما زال يتبع بالرجم

امام الهدى قاضي القضاة ومن سما

وساد على الاقران بالفضل والعلم

غدا كأبيه فعله فهو في الورى

كمحمود فعل لا يرى احمد الاسم

اذا التبس الامران ادى اجتهاده

لما هو عين الشيء في صورة الحكم

ويمكنه من غير دعوى تقدمت

لفطنته يقضي على الخصم للخصم

جواد لعمري فيه لين وشدة

فينقم في حرب ويحلم في سلم

اذا جال قلت الليث جاء متمما

وان جاد قلت الغيث جاء بها يهمي

كشيبان في زهد وحاتم في ندا

وبسطام في بأس واحنف في حلم

ولا عيب فيه غير ان نواله

انزهه في المدح عن معرض الذم

يفوق على قس اذا قام خاطبا

ويزري بحبان البلاغة في الفهم

له منطق منه الاصول تفرعت

ومن نحوه تبدو الصفاحة عن علم

افاض على فقري سحاب نواله

فكان له في الوضع كالروح في الجسم

يقلدني در المكارم جوده

اقلده در المدائح من نظمي

كأن مديحي من نداه وقد زها

حديقة روض راضها وابل الوسم

حبيب له غر القصائد أمتطى

حروف القوافي لا مضمرة الدهم

وعلقت آمالي بحبل رجائه

لعلمي فيه انه محكم البرم

فخذها من الدر النظيم يتيمة

فانك اولى من تكفل باليتيم

فلا زال مدحي فيك مسكا ختامه

يضوع شذاه في ابتداء وفي ختم

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024