Skip to main content
search

تهللت الأفراح وابتسم الدهر

فأيامنا بيض وأوقاتنا غرّ

وحازت دمشق الشام حسنا وبهجة

واضحت على علياك تحسدها مصر

وكم في قتال الروم اظهرت آية

تلاها غداة الفتح سيفك والنصر

وفرقت هاتيك الجموع باسرهم

وحاط بهم من بأسك القتل والاسر

وصيرتهم نهب الصوارم والقنا

فلا غرو ان دانت لك البيض والسمر

وبالسيف من فوق الثرى قد نشرتهم

وما شعروا من شأنك النظم والنثر

وفوق ظهور الخيل ماتوا فاصبحوا

وفي كل سرج فوقها لهم قبر

ولم تغن عنهم من سطال جموعهم

ولم يحمهم زيد العمري ولا عمرو

واجسامهم للطير والوحش خلفوا

يسامرها العوا ويرقبها النسر

وقد اخذت سمر القنا الحق منهم

ولم تدر ان البيض منهم لها الشطر

وفي الحرب مذ ابصرت قد عز صبرهم

فجرعتهم كأسا دهاقا بها الصبر

وقاتلتهم فردا بحر قنا الوغي

فولوا وقالوا قد اتى العسكر الحر

وسالت على حد السيوف نفوسهم

ومن كل نحر قد جرى منهم بحر

فيا فارس الاسلام في كل معرك

ويا ذخر يوم الروع من لا له ذخر

نصرت بحمد الله في كل موطن

ولله في هذا الذي نلته سر

ليهنك نصر الله والفتح بعده

ففي ذا لنا البشرى وفي ذلك البشر

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024