Skip to main content
search

أَغُصنَ النَقا لَولا القَوامُ المُهَفهَفُ

لَما كانَ يَهواكَ المُعَنّى المُعَنَّفُ

وَيا ظَبيُ لَولا أَنَّ فيكَ مَحاسِناً

حَكَينَ الَّذي أَهوى لَما كُنتَ توصَفُ

كَلِفتُ بِغُصنٍ وَهوَ غُصنٌ مُمَنطَقٌ

وَهِمتُ بِظَبيٍ وَهوَ ظَبيٌ مُشَنَّفُ

وَمِمّا دَهاني أَنَّهُ مِن حَيائِهِ

أَقولُ كَليلٌ طَرفُهُ وَهوَ مُرهَفُ

وَذَلِكَ أَيضاً مِثلُ بُستانِ خَدِّهِ

بِهِ الوَردُ يُسمى مُضعَفاً وَهوَ مُضعِفُ

فَيا ظَبيُ هَلّا كانَ فيكَ التِفاتَةٌ

وَيا غُصنُ هَلّا كانَ فيكَ تَعَطُّفُ

وَيا حَرَمَ الحُسنِ الَّذي هُوَ آمِنٌ

وَأَلبابُنا مِن حَولِهِ تُتَخَطَّفُ

عَسى عَطفَةً لِلوَصلِ يا واوَ صُدغِهِ

عَلَيَّ فَإِنّي أَعرِفُ الواوَ تَعطِفُ

أَأَحبابِنا أَمّا غَرامِيَ بَعدُكُم

فَقَد زادَ عَمّا تَعرِفونَ وَأَعرِفُ

أَطَلتُم عَذابي في الهَوى فَتَعَطَّفوا

عَلى كَلِفٍ في حُبِّكُم يَتَكَلَّفُ

وَوَاللَهِ مافارَقتُكُم عَن مَلامَةٍ

وَجُهدي لَكُم أَنّي أَقولُ وَأَحلِفُ

وَلَكِن دَعاني لِلعَلاءِ بنِ جَلدَكٍ

تَشَوُّقُ قَلبٍ قادَني وَتَشَوُّفُ

إِلى سَيِّدٍ أَخلاقُهُ وَصِفاتُهُ

تُؤَدِّبُ مَن يُثني عَلَيهِ وَتُطرِفُ

أَرَقُّ مِنَ الماءِ الزُلالِ شَمائِلاً

وَأَصفى مِنَ الخَمرِ السُلافِ وَأَلطَفُ

مَناقِبُ شَتّى لَو تَكونُ لِحاجِبٍ

لَما ذَكَرَت يَوماً لَهُ القَوسَ خِندِفُ

غَدا مِن مَداها حاتِمٌ وَهوَ حاتِمٌ

وَأَصبَحَ عَنها أَحنَفٌ وَهوَ أَحنَفُ

أَتَتكَ القَوافي وَهيَ تُحسَبُ رَوضَةً

لِما ضُمِّنَتهُ وَهوَ قَولٌ مُزَخرَفُ

وَلَو قَصَدَت بِالذَمِّ شانيكَ لَاِغتَدى

وَحاشاكَ مِنهُ قَلبُهُ يَتَنَظَّفُ

وَقُلِّدَ عاراً وَهوَ دُرٌّ مُنَظَّمٌ

وَأُلبِسَ حُزناً وَهوَ بُردٌ مُفَوَّفُ

وَيُصلى جَحيماً وَهيَ في الحُسنِ جَنَّةٌ

وَيُسقى دِهاقاً وَهيَ صَهباءُ قَرقَفُ

بهاء الدين زهير

بهاء الدين زهير (1186 - 1258) (581هـ - 656هـ)، زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين، شاعر من العصر الأيوبي. ولما ظهر نبوغه وشاعريته التفت إليه الحكام بقوص فأسبغوا عليه النعماء وأسبغ عليهم القصائد. وطار ذكره في البلاد وإلى بني أيوب فخصوه بعينايتهم وخصهم بكثير من مدائحه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024