تنكر بعد البين دار وجيران

ديوان القاضي الفاضل

تَنَكَّرَ بَعدَ البَينِ دارٌ وَجيرانُ

فَلا الدارُ ما كانَت وَلا القَومُ ما كانوا

أَبِن عَنكَ ذِكرَ الدارِ فَالدارُ أَهلُها

وَلا فَرقَ إِلّا أَن أَقامَت وَأَن بانوا

وَأَن سَجَعَت في الرَوضِ أَمسِ حَمائِمٌ

وَأَن نَعَبَت في القَفرَةِ الآنَ غِربانُ

عَلى أَن داراً إِذ تُظَلِّلُ جَنَّةٌ

وَأَنَّ دِياراً إِذ تُهَجِّرُ أَظعانُ

فَإِن أَنِسَت في القُربِ مِنهُم مَجالِسٌ

فَقَد أَوحَشَتنا بِالتَباعُدِ جيرانُ

لَقَد أَلِفَ الإِلفانِ أَصعَبَ فُرقَةٍ

مَضى وَمَضَت فيها زَمانٌ وَأَزمانُ

فَلَم يَجتَمِع في الكَفِّ جودٌ وَثَروَةٌ

وَلَم يَجتَمِع في الوَجهِ حُسنٌ وَإِحسانُ

وَلَكِنَّ وَجهاً عِندَهُ الشَمسُ لَيلَةٌ

وَلَكِنَّ كَفّاً عِندَها البَحرُ غُدرانُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات