Skip to main content
search

خَيالٌ سَرى وَالنَجمُ في القُربِ راسِخُ

أَلَمَّ وَمِن دونِ الحَبيبِ فَراسِخُ

خَطاءٌ كَماءِ البيدِ يَجري وَبَينَنا

هِضابُ الفَيافي وَالجِبالُ الشَوامِخُ

خَفِيَّ الخُطى وافى لِيَنظُرَ هَل غَفَت

عُيوني وَهَل جَفَّت جُفوني النَواضِخُ

خَفِ اللَهَ يا طَيفَ الخَيالِ فَإِنَّها

بِماءِ حَياتي لا بِدَمعي فَواضِخُ

خَطَرتَ إِلى مَيتِ الغَرامِ مُكَلِّماً

لَهُ بَعدَما ناحَت عَليهِ الصَوارِخُ

خَطيبٌ فَهَل عيسى بنُ مَريَمَ جاءَهُ

لِيُنطِقَهُ أَم أَنتَ في الصورِ نافِخُ

خُضِ اللَيلَ وَاِقصِد مَن أُحِبَّ وَقُل لَهُ

سَأَكتُمُ ما بي وَهوَ في القَلبِ راسِخُ

خَشَيتُ اِنفِساخَ العَهدِ عَنّي وَإِنَّني

لِعَهدِكَ لا وَاللَهِ ما أَنا فاسِخُ

خَرَجتُ مِنَ الدُنيا بِوُدِّكَ قانِعاً

وَأَنتَ لِأَضدادي بِوَصلِكَ راضِخُ

خَسِرتَ وَلَم تَعلَم بِأَنَّ عَزائِمي

لِأَشباحِ هَمّي بِالسُرورِ نَواسِخُ

خِيامي عَلى هامِ السِماكِ عَلِيَّةٌ

وَقَدري عَلى مَتنِ المَجَرَّةِ شامِخُ

خَلا المَلِكُ المَنصورُ لي فَأَحَلَّني

مَحَلّاً لَهُ تَعنو الجِبالُ البَواذِخُ

خَطَت بي إِلَيهِ هِمَّتي فَوَرَدتُهُ

فَلا السَعيُ مَذمومٌ وَلا السورُ شامِخُ

خَلَعتُ نِعالَ الشَكِّ في قُدسِ رَبعِهِ

فَمِن تُربِهِ كَفّي لِخَدِّيَّ لاطِخُ

خَلُصتُ مِنَ الأَهوالِ لَمّا لَقيتُهُ

فَبِتُّ مَنيعاً وَالخُطوبُ شَوائِخُ

خَشيتُ عَلى الآراكِ سَطوَةَ بَأسِهِ

وَأَطوادُ رَضوى دونَها وَالشَمارِخُ

خَليفَةُ عَصرٍ لَيسَ يُنسَخُ جودُه

وَيَغتاظُ مِنهُ مالُهُ المُتَناسِخُ

خَصيبٌ إِذا ما الأَرضُ صَوَّحَ نَبتُها

حَليمٌ إِذا أَخفى المَلومَ الرَواسِخُ

خَلائِقُهُ بيضٌ إِذا هَمَّ قاصِدٌ

وَأَسيافُهُ حُمرٌ إِذا هَمَّ صارِخُ

خِصالٌ حَواها مِن أَبيهِ وَجَدِّهِ

وَأَكسَبَهُ أَسيافُهُ وَالمَشايِخُ

خَزائِنُهُ مَبذولَةٌ وَأَكُفُّهُ

بِحارُ النَدى ما بَينَهُنَّ بَرازِخُ

خِطابُكَ نَجمُ الدينِ خَطبٌ عَلى العِدى

فَكَيفَ إِذا سُلَّت ظُباكَ النَواضِخُ

خَشُنتَ عَلى الأَعداءِ في الحَربِ مَلمَساً

وَغُصنُكَ غَضٌّ في الشَبيبَةِ شارِخُ

خُلِقتَ رِضى العَليا وَوَجهُكَ واضِحٌ

وَجودُكَ سَحّاحٌ وَمَجدُكَ باذِخُ

خَبيرٌ بِأَمرِ المُلكِ عَدلُكَ باسِطٌ

وَعِلمُكَ فَيّاضٌ وَحِلمُكَ راسِخُ

خَفَضتَ اللُهى كَي تَرفَعَ الذُلَّ بِالنَدى

فَأَنتَ لِآلِ الجودِ بِالجودِ ناسِخُ

خُصِصتَ بِقَلبٍ في الشَدائِدِ جامِدٍ

فَزانَكَ كَفٌّ بِالمَكارِمِ ناصِخُ

خُذِ المَدحَ مِنّي وَاِبقَ لِلحَمدِ سالِماً

هَنيئاً لِذِكرٍ عَرفُهُ بِكَ فائِخُ

خَليٌّ يَصوغُ المَدحَ فيكَ قَلائِداً

وَيُنشِدُهُ راوٍ وَيَكتُبُ ناسِخُ

صفي الدين الحلي

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م) هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس، بطن من طيّ. وهو شاعر عربي نظم بالعامية والفصحى، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024