Skip to main content
search

تبارك الله في اليأس من باسٍ

والناسُ ليس لهم فضلٌ على الناسِ

من حيث ما هو ناسٍ إنه ولدٌ

لآدمَ وهو المنعوتُ بالناسي

معرِّفٌ بالذي في الطبع من صفة

وأين نور الهدى من نور نبراسِ

لقد أتاني كلامٌ كله حِكَمٌ

مني بصورةِ الهامٍ ووسواس

فقال لي وهو صدقٌ في مقالته

اشرب بكأسي وإني الماء في الكاسِ

كما جُعلتْ لموسى النارُ حاجبةٌ

حتى أكلمه من ذاتِ مقباس

ليعلم العبدُ أني كل من وقعت

عينٌ عليه من أنواعٍ وأجناسِ

فليس في الكون غيري والخلائقُ لي

فلي الغنى ولهم فقرٌ بإفلاس

إني ظهرتُ بأديانٍ مفصَّلةٍ

على لسانِ فقيه بي وشماسِ

وقمت في كلِّ حالٍ توصفون به

وصرتُ أظهر في العاري وفي الكاسي

وما تجلَّيتَ إلا لي فأدركني

عيني وأسمعت سمعي كلَّ وسواسِ

وما تحليت إلا بي لاظهر لي

فقمت لي أدباً حباً على الراس

لما ابتغاني الذي يدري معاملتي

حجبته معلما بالشامخ الراسي

ولم يكن غير عيني الشامخ الراسي

فلم تقع وحشة إلا بإيناس

تنازعت في أضدادٌ فقلتُ لها

إنَّ الحياةَ لفي طاعون عمواس

أحياهم الله في موت مشاهدة

ما في الحياة التي في الموت من باس

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024