Skip to main content
search

أقول بأني واحد بوجودي

وإني كثير في الوجود بجودي

لنا ألسن بالجود والكرم الذي

ورثناه من آبائنا وجدودي

تميزَ ربي عن وجودي بحدّنا

وجد إلهي إن نظرتَ وجدودي

ولا حدَّ لله العظيم فإنه

نزيه وتنزيه الإله حدودي

وإني في خلق جديد بصورتي

ولستُ بخلقٍ للحديثِ جديد

تفكرت في قولٍ جديد فلم أجد

سواه وإنَّ الله غيرُ جديدِ

وأعلم أني في مزيد بجودِه

لأني شكورٌ لا بشكرِ مزيدِ

ولولا امتثالُ الأمر ما قلت هكذا

فعينُ دعائي للوفا بعهودي

عقدتُ مع الله الكريم بأنه

هو الربُّ لي في غيبتي وشهودي

وما زال هذا حالتي وعقيدتي

فميزني فيمن وفي بعهودي

لساني كلام الحقِّ فالقول قوله

أنوب به عن أمره وشهيدي

عليه كلام جاء من عنده بنا

أنا قائم في قومتي وسجودي

تنزهت أن أحظى ويحظى بنا وقد

علمتُ بأني عنه غير بعيد

تمنيتُ من ربي وجوداً مكملا

فقال وجود الكون عين وجودي

أقسم ما بين المراد حقيقته

لمن ليس يدريها وبين مريدِ

وما وقع التقسيم فيها وإنه

لمعنى يراه الناظرون سديد

كما قسّم الله الصلاةَ بحكمة

لنا ما بين ساداتٍ وبين عبيد

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024