Skip to main content
search

ألم تر أن الله أكرمَ أحمداً

ونادى به حتى إذا بلغ المدى

تلقاه بالقرآن وحياً منزلاً

فكان له روحاً كريماً مؤيدا

وأعطاه ما أبقى عليه مهابةً

فاورثه علماً وحِلماً وسؤددا

وأعلى به الدين الحنيفي والهدى

وصيرَّه يومَ القيامةِ سيِّدا

وهيأ يومَ الفصلِ عند وروده

له فوق أدنى في التقرب مقعدا

وعين يوم الزور في كلِّ حضرةٍ

له في كَثيبِ المسكِ نُزُلاً ومشهدا

فيا خير خلقِ الله بل خير مُرسَلٍ

لقد طبتَ في الأعراق نشأ ومحتدا

تحليت للإرسال في كل شُرعةً

يظهرن آياتٍ ويقدحن أزندا

ففي قولكم لما دعيت مّذماً

كعصمتنا من سبِّ من كان ألحدا

علومٌ وأسرار لمن كان ذا حجى

تدل على خُلق كريمٍ من العِدى

فيا خيرَ مَبعوثٍ إلى خيرِ أُمَّة

لو أنك في ضيقٍ لكنت لك الفدا

ولما دعوتُ الله غيرةَ مؤمنٍ

على من تعدَّى في الشريعة واعتدى

أتاك عتابُ الله فيه ولم تكن

أردت به إلا التعصبُ للهدى

بأنك قد أرسلتَ للخلقِ رحمةً

ومن كان هذا أصله طاب مولدا

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024