Skip to main content
search

نظرت إليَّ بطرفِ أحوى أحورِ

فرأيتُ أبيضَ ينتضى من أسمرِ

بيضاء فاتنةٌ بفرعٍ أسودٍ

ما حسنُ ثوبِ الحسن غيرَ مشهَّر

ليل تضلُّ سرى اللحاظ بجنحه

لو كان بالوجنات ليس بمقمر

قبّلتها ورشفتُ خمرة ريقها

فوجدت نارَ صبابةٍ في كوثر

ودخلت جنّة وجهها فأباحني

رضوانها المرجوُّ شرب المسكر

ولقد طربت إلى شقائق خدّها

طربَ المشوق ولستُ بابنِ المنذر

ضحكتْ من الدمع المليّ تعجباً

وبكى الشوامت للفؤاد المعسر

ما كان قلبي هارباً عن أضلعي

لو أن ذمَّة صبره لم تكسر

وأبى الهوى لولا الهوى لكففتُ من

دمعٍ بليلٍ صدوده متعثّر

هيفاء باسمةٌ وهل حدّثتَ عن

غصن بعضّ الأقحوان منورّ

عظمتْ روادفها وعقدُ نطاقها

للضّعف حلقةُ خاتمٍ في خنصر

ولكم وقفتُ على اللّوى ومدامعي

كالعقد في جيد الكثيب الأعفر

أبكي العمقيقَ بمثله وتهبّ أنفاس

الغضا بضرامة المتسعرّ

وأبيت استجدي لهيف قدوده

وأراكهِ كفَّ الغمام الممطر

وجدي وإن كنتُ الذليلَ ببيضه

وجدُ العزيز بكل لدنٍ أسمر

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024