طرقت ريح الصبا ميثاء وهنا

ديوان ابن الساعاتي

طرقتْ ريحَ الصّبا ميثاءَ وهنا

فانثنتْ حاملةً أنباءَ لبنى

نقلت عنها أحاديث هوى

أفهمتْ من غير أن تسمعِ أذناً

تصف الأوجهَ بيضاً كالضحى

في الفروع السود والأعطافِ لدنا

بمعانٍ في الشَّذا خافيةٍ

فهي لا يفهمها إلاّ معنّى

ذكرٌ هاجتْ حنيناً كامناً

وأخو الشوق إذا ذكر حنّا

ما على الصادح في أفنانهِ

سبَّةٌ في كتمه لو مات حزناً

وكلانا مفردٌ منْ إلفهِ

غير أني بحتُ وجداً وتغنَّى

عجبي من متجنَّ ظالمٍ

أبداً يهوى على ما يتجنّى

فضح الغصنَ رطيباً أهيفاً

عقبَ الوابلِ والظبيَ أغنّاً

هازئٌ بالبدر في الجنح بدا

وقضيبِ البان في الدعص تثنَّى

سمهريُّ القدِّ ما ثقّف ضماً

فلماذا لان أعطافاً ومتناً

لم أكن لولاه أبكي ذاهباً

لا ولا أقرع بعد البين سناً

أتمنّاه على شحط النّوى

وقصارى عاشقٍ أن يتمنّى

يا مناخ الحي من كاظمةٍ

جادك العارضُ ذو البارق هتنا

أخبرت عنك خيالاتُ الكرى

ولأمرٍ هيَ لا تخبر عنّا

رقأ الغيثُ وما نهنهت دمعاً

وسجا الليل وما أغمضت جفناً

ما على صرف زماني فيهم

وعلى الأيام لو أصدقُ ظنّاً

أوحشوا الطرف وهم جار الحشى

آه ما أبعدهم مني وأدنى

قد بلوتُ الدهر حاليه وقد

قلّبتهُ راحتي ظهراً وبطناً

وهو ثاني الطيف أن لأن قسا

أو دنا منك نأي أو جاد ضنّاً

وسبرتُ الخلق حتى لم أجد

للعزيز الملك غير الغيث خدنا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات