خليلي ما بال الكؤوس عواطلا

ديوان ابن الساعاتي

خليليَّ ما بالُ الكؤوس عواطلاً

وتبر الطّلا الشفّاف في قبضة الشّربِ

ألم تريا تلك التهائم والرُّبى

تخايلُ في حلي الخمائل والعصب

كأنَّ الأقاحي طلَّةُ لؤلؤُ الندى

ثغورُ الغواني والحيا أدمعُ الصّبِّ

وجدنا بها ماء الحياة لأنه

إذا أصاب أحيا رشفهُ ميّتَ التُّرب

فحميّ يبهما شمساً تحلُّ زجاجةً

هي الصبح يعلوها فواقعُ كالشُّهب

معتَّقة في الذوق أحلى من المنى

وأسرى إلى الأحشاء من لاعج الحب

إذا نفذت من كاسها قلت وجنة

تألق في أحشائها خجل العتب

وغن لبس الزغف الغديرُ وأرسلت

سهام الغوادي آذن الهمّ بالحرب

على وجه مرآة الزمان وللصَّبا

بوادرب يجلو مرُّها صدأ السحب

وقم ننهب اللذّاتِ قبل فواتها

فإنك غمرُ لم تذق لذّة النهب

فيا نعمة الحسنى بوجه مديرها

وإن كان صرف الدهر بالغ في الذنب

ويا فوز سعي العين في طلب العلى

إذا ما أفادت لذّة العين والقلب

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات