Skip to main content
search

خَيرُ يَومَيكَ في الهَوى وَاِقتِبالِه

يَومَ يُدنيكَ هاجِرٌ مِن وِصالِه

كُلَّما قُلتُ ثابَ لِلقَلبِ رُشدٌ

عاوَدَ القَلبَ عائِدٌ مِن خَبالِه

إِن تُبالِ الصُدودَ تَكلَف وَما أَن

تَ بِحَيِّ الأَحشاءِ إِن لَم تُبالِه

شَرَّدَ النَومَ عَن جُفونِكَ ضِنُّ

مِن حَبيبٍ بِزَورَةٍ مِن خيالِه

وَاِعتِلالٌ مِن وُدِّ أَوطَفَ لايُع

دَمُ بَثٌّ مِن طَرفِهِ وَاِعتِلالِه

تَتَكَفّا النُفوسُ إِثرَ تَكَفّي

هِ اِمتِثالاً لِمَيلِهِ وَاِعتِدالِه

كادَ حاكي الهَوى يُعادُ وَكادَ ال

خِلوُ يُؤتى مُلكاً بِخَلوَةِ بالِه

رُبَّ رُغبٍ نَقَّبتُ عَنهُ فَلَم يَب

عُد وَنُجحٍ نَشَطتُهُ مِن عِقالِه

وَقَوافٍ أَهدَيتُها لِمُراعٍ

حُسنَ أَمثالِها عَلى أَمثالِه

هِبرِزِيٌّ يَرى وَإِن فاضَ غُزراً

لِاِمتِداحي فَضلاً عَلى إِفضالِه

وَالغِنى في القُنوعِ أَم سَيبُ مَن يُغ

نيكَ وَشكُ اِبتِدائِهِ عَن سُؤالِه

كَأَخيكَ اِبنِ صالِحِ اِبنِ عَلِيٍّ

في اِحتِمالِ الجَليلِ وَاِستِقلالِه

موسِرٌ مِن خَلائِقٍ تَتَراءى

مِن ضُروبِ الرَبيعِ أَو أَشكالِه

يَتَصَرَّعنَ لِلرَجاءِ دُنُوَّ ال

غَيمِ وَالوَدقِ خارِجٌ مِن خِلالِه

كَم عِداتٍ تَضَمَّنَ الجودُ فيها

رَدَّ إِكثارِهِ إِلى إِقلالِه

أَلحَقَ المُقطِعَ الرَجاءَ وَأَدَّت

يَدُهُ آمِلاً إِلى آمالِه

شَغَلَ الحاسِدينَ أَن لَم يَبيتوا

قَطُّ مِن هَمِّهِ وَلا أَشغالِه

فاضِحاً سَعيَهُم إِذا ما تعاطَوا

سَعيَهُ فُحشٌ نَقصِهِم عَن كَمالِه

لا تَسَل رَبَّكَ الخَطيرَ وَسَلهُ

خَصلَةً تَستَفيدُها مِن خِصالِه

لَو قَليلٌ كَفى اِمرَأً مِن كَثيرٍ

لَاِكتَفَينا بِقَولِهِ مِن فَعالِهِ

مُشرِقُ البِشرِ كَالحُسامِ أَشا

عَ القَينُ مَكتومَ أَثرِهِ بِصِقالِه

يَتَجَلّى لِلراغِبينَ بِوَجهٍ

تَلبَسُ الأَرضُ حَليَها مِن جَمالِه

راعَ مَعروفُهُ فَأَربى وَبدرُ ال

أُفقِ رَيعٌ مُستَأنَفٌ مِن هِلالِه

نَفَحَت كَأسُهُ بِطيبٍ فَقُلنا

أُعطيتَ نَشرَ خِلَّةٍ مِن خِلالِه

إِن فَزِعنا إِلَيهِ في الراحِ أَدَّت

نا إِلَيها طَولاً سُيوبُ سِجالِه

نَتَلَقّى المُدامَ مِن يَدِ حُرٍّ

يَختَطيها لَنا إِلى جَزيلِ نَوالِه

إِن بَذَلنا لَهُ اِقتِصاراً عَلَيها

جازَ عَنها إِلى جَزيلِ نَوالِه

فَتَركنا يَمينَهُ لِجَداهُ

وَاِستَمَحنا ناجودَها مِن شِمالِه

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024