Skip to main content
search

يا عَبدَ ضاقَ بِحُبِّكُم جَلَدي

وَهَواكُمُ صَدعٌ عَلى كَبِدي

إِني حَلَفتُ أَلِيَّةً صَدَقَت

بِفِناءِ بَيتِ الواحِدِ الصَمَدِ

لَتَرَكتِني صَبّاً بِحُبِّكُمُ

وَقَتَلتِني ظُلماً بِلا قَوَدِ

أَبقَيتِ مِن قَلبي حُشاشَتَهُ

وَحَلَلتِ بَينَ الروحِ وَالجَسَدِ

أَفَما أَنى لَكِ يا عُبَيدَةُ أَن

تَشفي أَخا الأَحزانِ وَالكَمَدِ

يُمسي وَيُصبِحُ هائِماً بِكُمُ

وَيُهالُ بِالتَرويعِ وَالسَهَدِ

نَرجو عُبَيدَةَ أَن تَجودَ لَنا

ما إِن يُرَجّى بَعدُ مِن أَحَدِ

عُلِّقتُها بَيضاءَ ناعِمَةً

لَم تَجفُ عَن طولٍ وَلَم تَزِدِ

وَتُريكَ عَينَي جُؤذَرٍ خَرِقٍ

بِالرَوضِ لَم تُكحَل مِنَ الرَمَدِ

أَحوى المَدامِعِ زانَ قامَتَهُ

حُلَلُ الدَمِقسِ تَظَلُّ في أَوَدِ

كَالزَمهَريرِ يَكونُ صائِفَةً

وَهَوى المُعانِقِ لَيلَةَ الصَرَدِ

تَمَّت تَرائِبُها إِلى قَدَمٍ

وَالساقُ مُكمَلَةٌ إِلى العَضُدِ

وَإِذا نَظَرتَ وَجَدتَ مَطمَعَها

ماءَ السُؤالِ سِواهُ لَم تَجِدِ

قولا لَها ما دُمتُ مُطَّلِعاً

إِلّا وَدونَكِ أَعيُنُ الرَصَدِ

نَفسي وَأُسرَتِيَ الفِداءُ لَكُم

وَالأَهلُ بَعدَ المالِ وَالوَلَدِ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024