Skip to main content
search

تَجَهَّز طالَ في النَصَبِ الثَواءُ

وَمُنتَظَرُ الثَقيلِ عَلَيَّ داءُ

تَرَكتُ رِياضَةَ النَوكى قَديماً

فَإِنَّ رِياضَةَ النَوكى عَياءُ

إِذا ما سامَني الخُلَطاءُ خَسفاً

أَبَيتُ وَرُبَّما نَفَعَ الإِباءُ

وَإِغضائي عَلى البَزلاءِ وَهنٌ

وَوَجهُ سَبيلِها رَحبٌ فَضاءُ

قَضَيتُ لُبانَةً وَنَسَأتُ أُخرى

وَلِلحاجاتِ وَردٌ وَاِنقِضاءُ

عَلى عَينَي أَبي أَيّوبَ مِنّي

غِطاءٌ سَوفَ يَنكَشِفُ الغِطاءُ

جَفاني إِذ نَزَلتُ عَلَيهِ ضَيفاً

وَلِلضَيفِ الكَرامَةُ وَالحِباءُ

غَداً يَتَعَلَّمُ الفَجفاجُ أَنّي

أَسودُ إِذا غَضِبتُ وَلا أُساءُ

نَأَت سَلمى وَشَطَّ بِها التَنائي

وَقامَت دونَها حَكَمٌ وَحاءُ

وَأَقعَدَني عَنِ الغُرِّ الغَواني

وَقَد نادَيتُ لَو سُمِعَ النِداءُ

وَصِيَّةُ مَن أَراهُ عَلَيَّ رَبّاً

وَعَهدٌ لا يَنامُ بِهِ الوَفاءُ

هَجَرتُ الآنِساتِ وَهُنَّ عِندي

كَماءِ العَينِ فَقدُهُما سَواءُ

وَقَد عَرَّضنَ لي وَاللَهُ دوني

أَعوذُ بِهِ إِذا عَرَضَ البَلاءُ

وَلَولا القائِمُ المَهديُّ فينا

حَلَبتُ لَهُنَّ ما وَسِعَ الإِناءُ

وَيَوماً بِالجُدَيدِ وَفَيتُ عَهداً

وَلَيسَ لِعَهدِ جارِيَةٍ بَقاءُ

فَقُل لِلغانِياتِ يَقِرنَ إِنّي

وَقَرتُ وَحانَ مِن غَزَلي اِنتِهاءُ

نَهاني مالِكُ الأَملاكِ عَنها

فَثابَ الحِلمُ وَاِنقَطَعَ العَناءُ

وَكَم مِن هاجِرٍ لِفَتاةِ قَومٍ

وَبَينَهُما إِذا اِلتَقَيا صَفاءُ

وَغَضّات الشَبابِ مِنَ العَذارى

عَلَيهنَّ السُموطُ لَها إِباءُ

إِذا نَبَحَ العِدى فَلَهُنَّ وُدّي

وَتَربِيتي وَلِلكَلبِ العُواءُ

لَهَوتُ بِهِنَّ إِذ مَلَقي أَنيقٌ

يَصِرنَ لَهُ وَإِذ نَسَمي شِفاءُ

وَأَطبَقَ حُبُّهُنَّ عَلى فُؤادي

كَما اِنطَبَقَت عَلى الأَرضِ السَماءُ

فَلَمّا أَن دُعيتُ أَصَبتُ رُشدِي

وَأَسفَرَ عَنِّيَ الداءُ العَياءُ

عَلى الغَزَلى سَلامُ اللَهِ مِنّي

وَإِن صَنَعَ الخَليفَةُ ما يَشاءُ

فَهَذا حينَ تُبتُ مِنَ الجَواري

وَمِن راحٍ بِهِ مِسكٌ وَماءُ

وَإِن أَكُ قَد صَحَوتُ فَرُبَّ يَومٍ

يَهُزُّ الكَأسُ رَأسي وَالغِناءُ

أَروحُ عَلى المَعازِفِ أَربَخيّا

وَتَسقيني بِريقَتِها النِساءُ

وَما فارَقتُ مِن سَرَفٍ وَلَكِن

طَغى طَرَبي وَمالَ بِيَ الفَتاءُ

أَوانَ يَقولُ مُسلِمَةُ ابنُ قَيسٍ

وَلَيسَ لِسَيِّدِ النَوكى دَواءُ

رُوَيدَكَ عَن قِصافَ عَلَيكَ عَينٌ

وَلِلمُتَكَلِّفِ الصَلِفِ العَفاءُ

فَلا لاقى مَناعِمَهُ اِبنُ قَيسٍ

يُعَزّيني وَقَد غُلِبَ العَزاءُ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024