Skip to main content
search

يا لَقَومٍ لِلزائِرِ المُنتابِ

وَلِما قَد لَقيتُ حينَ المَتابِ

أَزهَقَت مُهجَتي وَلَم تَدنُ إِلّا

وَقعَةً عِندَنا وُقوعَ القِرابِ

يَومَ قامَت مُختالَةً في حِقابٍ

لَيتَني كُنتُ بَعضَ تِلكَ الحِقابِ

وَلَقَد قُلتُ لِلنَطاسِيِّ لَمّا

جِئتُهُ وَاِشتَكَيتُ داءَ الحِبابِ

كَيفَ لي بِالسُلُوِّ عَمَّن جَفاني

وَفُؤادي كَالطائِرِ المُستَجابِ

أَنا مِنهُ وَمِن جَوى الحُبِّ أُمسي

في عَذابٍ قَد ناءَ فَوقَ العَذابِ

قالَ هَجرُ الحَبيبِ يُسليكَ عَنها

لَن تَنالَ السُلُوَّ قَبلَ اِجتِنابِ

قُلتُ يَأَبى الهَوى عَلَيَّ وَنَفسي

لا تُطيعُ العَدُوَّ في الأَحبابِ

كَيفَ يَسلو عَنِ الرَبابِ فُؤادي

وَهَواها يَنوبُ عَن كُلِّ نابِ

وَيَكُنَّ النِساءُ بيضاً وَأُدماً

صيغَةً بَعدَ صيغَةِ الأَترابِ

كَكُعوبِ القَناةِ مُشتَبِهاتٍ

وَكَأَنَّ الرَبابَ أُمُّ الكِتابِ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024