Skip to main content
search

أَرامَةُ كُنتِ مَألَفَ كُلِّ ريمِ

لَوِ اِستَمتَعتِ بِالأُنسِ القَديمِ

أَدارَ البُؤسِ حَسَّنَكِ التَصابي

إِلَيَّ فَصِرتِ جَنّاتِ النَعيمِ

لَئِن أَصبَحتِ مَيدانَ السَوافي

لَقَد أَصبَحتِ مَيدانَ الهُمومِ

وَمِمّا ضَرَّمَ البُرَحاءَ أَنّي

شَكَوتُ فَما شَكَوتُ إِلى رَحيمِ

أَظُنُّ الدَمعَ في خَدّي سَيَبقى

رُسوماً مِن بُكائي في الرُسومِ

وَلَيلٍ بِتُّ أَكلَأُهُ كَأَنّي

سَليمٌ أَو سَهِرتُ عَلى سَليمِ

أُراعي مِن كَواكِبِهِ هِجاناً

سَواماً ما تَريعُ إِلى المُسيمِ

فَأُقسِمُ لَو سَأَلتِ دُجاهُ عَنّي

لَقَد أَنباكِ عَن وَجدٍ عَظيمِ

أَنَخنا في دِيارِ بَني حَبيبٍ

بَناتِ السَيرِ تَحتَ بَني العَزيمِ

وَما إِن زالَ في جَرمِ اِبنِ عَمرٍو

كَريمٌ مِن بَني عَبدِ الكَريمِ

يَكادُ نَداهُ يَترُكُهُ عَديماً

إِذا هَطَلَت يَداهُ عَلى عَديمِ

تَراهُ يَذُبُّ عَن حَرَمِ المَعالي

فَتَحسِبُهُ يُدافِعُ عَن حَريمِ

غَريمٍ لِلمُلِمِّ بِهِ وَحاشى

نَداهُ مِن مُماطَلَةِ الغَريمِ

سَفيهُ الرُمحِ أُرعِفَتِ العَوالي

وَلَيسَ المُرعِفاتُ سِوى الكُلومِ

إِذا ما الضَربُ حَشَّ الحَربَ أَبدى

أَغَرَّ الرَأيِ في الخَطبِ البَهيمِ

تُثَفّى الحَربُ مِنهُ حينَ تَغلي

مَراجِلُها بِشَيطانٍ رَجيمِ

فَإِن شَهِدَ المَقامَةَ يَومَ فَصلٍ

رَأَيتَ نَظيرَ لُقمانِ الحَكيمِ

إِذا نَزَلَ النَزيعُ بِهِم قَرَوهُ

رِياضَ الريفِ مِن أُنُفٍ جَميمِ

فَلَو شاهَدتَهُم وَالزائِريهِم

لَما مِزتَ البَعيدَ مِنَ الحَميمِ

أُولَئِكَ قَد هُدوا في كُلِّ مَجدٍ

إِلى نَهجِ الصِراطِ المُستَقيمِ

أَحَلَّهُمُ النَدى سِطَةَ المَعالي

إِذا نَزَلَ البَخيلُ عَلى التُخومِ

فُروعٌ لا تَرِفُّ عَلَيكَ إِلّا

شَهِدتَ لَها عَلى طيبِ الأَرومِ

وَفي شَرَفِ الحَديثِ دَليلُ صِدقٍ

لِمُختَبِرٍ عَلى الشَرَفِ القَديمِ

لَهُم غُرَرٌ تُخالُ إِذا اِستَنارَت

بَواهِرُها ضَرائِرَ لِلنُجومِ

قُرومٌ لِلمُجيرِ بِهِم أُسودٌ

نَكالٌ لِلأُسودِ وَلِلقُرومِ

إِذا نَزَلوا بِمَحلٍ رَوَّضوهُ

بآِثارٍ كَآثارِ الغُيومِ

لِكُلٍّ مِن بَني حَوّاءَ عُذرٌ

وَلا عُذرٌ لِطائِيٍّ لَئيمِ

أَحَقُّ الناسِ بِالكَرَمِ اِمرُؤٌ لَم

يَزَل يَأوي إِلى أَصلٍ كَريمِ

أبو تمام

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 788-845 م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024