Skip to main content
search

جُفوفَ البَلى أَسرَعتِ في الغُصُنِ الرَطبِ

وَخَطبَ الرَدى وَالمَوتِ أَبرَحتَ مِن خَطبِ

لَقَد شَرِقَت في الشَرقِ بِالمَوتِ غادَةٌ

تَعَوَّضتُ مِنها غُربَةَ الدارِ في الغَربِ

وَأَلبَسَني ثَوباً مِنَ الحُزنِ وَالأَسى

هِلالٌ عَلَيهِ نَسجُ ثَوبٍ مِنَ التُربِ

أَقولُ وَقَد قالوا اِستَراحَت بِمَوتِها

مِنَ الكَربِ رَوحُ المَوتِ شَرٌّ مِنَ الكَربِ

لَقَد نَزَلَت ضَنكاً مِنَ اللَحدِ وَالثَرى

وَلَو كانَ رَحبَ الذَرعِ ما كانَ بِالرَحبِ

وَكُنتُ أُرَجّي القُربَ وَهيَ بَعيدَةٌ

فَقَد نُقِلَت بُعدي عَنِ البُعدِ وَالقُربِ

لَها مَنزِلٌ تَحتَ الثَرى وَعَهِدتُها

لَها مَنزِلٌ بَينَ الجَوانِحِ وَالقَلبِ

أبو تمام

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 788-845 م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024