Skip to main content
search

يا خَليلَيَّ هاجَني الذِكَرُ

وَحَمولُ الحَيِّ إِذ صَدَروا

ظَعَنوا كَأَنَّ ظُعنَهُمُ

مونِعُ القُنوانِ أَو عُشَرُ

بِالَّتي قَد كُنتُ آمُلُها

فَفُؤادي موجَعٌ حَذِرُ

ظَبيَةٍ مِن وَحشِ ذي بَقَرٍ

شَأنُها الغَيطانُ وَالغُدُرُ

رَخصَةٍ حَوراءَ ناعِمَةٍ

طَفلَةٍ كَأَنَّها قَمَرُ

لَو سُقي الأَمواتُ ريقَتَها

بَعدَ كَأسِ المَوتِ لَاِنتَشَروا

وَيَكادُ الحَجلُ مِن غَصَصٍ

حينَ يَستَأنيهِ يَنكَسِرُ

وَيَكادُ العَجزُ إِن نَهَضَت

بَعدَ طولِ البُهرِ يَنبَتِرُ

قَد إِذا خُبِّرتُ أَنَّهُمُ

قَدَّموا الأَثقالَ فَاِبتَكَروا

أَخِيامُ البِئرِ مَنزِلُهُم

أَم هُمُ بِالعُمرَةِ اِئتَمَروا

أَم بِأَعلى ذي الأَراكِ لَهُم

مَربَعٌ قَد جادَهُ المَطَرُ

سَلَكوا خَلَّ الصِفاحِ لَهُم

زَجَلٌ أَحداجُهُم زُمَرُ

سَلَكوا شَعبَ النِقابِ بِها

زُمَراً تَحُتَثُّهُم زُمَرُ

قالَ حاديهِم لَهُم أُصُلاً

أَمكَنَت لِلشارِبِ الغُدُرُ

ضَرَبوا حُمرَ القِبابِ لَها

وَأُحيطَت حَولَها الحُجَرُ

فَطَرَقتُ الحَيَّ مُكتَتِماً

وَمَعي سَيفٌ بِهِ أَثَرُ

وَأَخٌ لَم أَخشَ نَبوَتَهُ

بِنَواحي أَمرِهِم خَبِرُ

فَإِذا ريمٌ عَلى مُهُدٍ

في حِجالِ الخَزِّ مُستَتِرُ

بادِنٌ تَجلو مُفَلَّجَةً

عَذبَةً غُرّاً لَها أُشُرُ

حَولَها الأَحراسُ تَرقَبُها

نُوَّمٌ مِن طولِ ما سَهِروا

أَشبَهوا القَتلى وَما قُتِلوا

ذاكَ إِلّا أَنَّهُم سَمَروا

فَدَعَت بِالوَيلِ ثُمَّ دَعَت

حينَ أَدناني لَها النَظَرُ

وَدَعَت حَوراءَ آنِسَةً

حُرَّةً مِن شَأنِها الخَفَرُ

ثُمَّ قالَت لِلَّتي مَعَها

وَيحَ نَفسي ما أَتى عُمَرُ

ما لَهُ قَد جاءَ يَطرُقُنا

وَيَرى الأَعداءَ قَد حَضَروا

لِشَقائي أُختٍ عَلِقنا

وَلِحينٍ ساقَهُ القَدَرُ

قُلتُ عِرضي دونَ عِرضِكُمُ

وَلَمَن عاداكُمُ جَزَرُ

عمر بن أبي ربيعة

عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة، شاعر مخزومي قرشي، شاعر مشهور لم يكن في قريش أشعر منه وهو كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة، أحد شعراء الدولة الأموية ويعد من زعماء فن التغزل في زمانه. وهو من طبقة جرير، والفرزدق والأخطل.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024