أقول لحرف قد تخون نيها

ديوان الفرزدق

أَقولُ لِحَرفٍ قَد تَخَوَّنَ نَيَّها

دُؤوبُ السُرى إِدلاجُهُ وَأَصائِلُه

عَلَيكَ بِقَصدٍ لِلمَدينَةِ إِنَّها

بِها مَلِكٌ قَد أَترَعَ الأَرضَ نائِلُه

نَمَتهُ فُروعُ الزَبرِقانِ وَقَد نَمى

بِهِ مِن قُرَيشِ الأَبطَحَينِ أَوائِلُه

لَهُ أَبطَحاها الأَعظَمانِ إِذا اِلتَقَت

قُرَيشٌ وَكانَ المَجدُ أَعلاهُ كاهِلُه

أَقولُ لِأَزوالٍ أَبوهُم مُجاشِعٌ

بَني كُلُّ مَشبوبٍ طَويلٍ حَمائِلُه

إِلى خالِدٍ سيروا فَإِن تَنزِلوا بِهِ

جَميعاً وَقَد ضُمَّت إِلَيهِ ذَلاذِلُه

تَكونوا كَمَن لاقى الفُراتَ إِذا اِلتَقى

عَلَيهِ أَعالي مَوجِهِ وَأَسافِلُه

وَكائِن دَعَونا اللَهَ حَتّى أَجابَنا

بِأَبيَضَ عاصِيٍّ تَفيضُ أَنامِلُه

نَمَتهُ بَطاحِيّو قُرَيشٍ كَأَنَّهُ

حُسامٌ جَلا الأَطباعَ عَنهُ صَياقِلُه

نَمَتهُ النَواصي مِن قُرَيشٍ وَقَد نَمى

بِهِ مِن تَميمٍ رَأسُ عِزٍّ وَكاهِلُه

أَتانا رَقيبُ المُستَغيثينَ رَبُّنا

تَفيضُ عَلَينا كُلَّ يَومٍ فَواضِلُه

كَأَنَّ الفُراتَ الجَونَ أَصبَحَ دارِئا

عَلَينا إِذا ما هَزهَزَتهُ شَمايِلُه

أَتى خالِدٌ أَرضاً وَكانَت فَقيرَةً

إِلى خالِدٍ لَمّا أَتَتها رَواحِلُه

فَلَمّا أَتاها أَشرَقَت أَرضُها لَهُ

وَأَدرَكَ مَن خافَ المُلِحّاتِ نائِلُه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات