Skip to main content
search

    نقد الاعلامى الكبير الملقب بكروان الاذاعة المصرية الشاعر / السيد حسن

مقدم البرنامج اليومى الصباحى قطرات الندى بالاذاعة المصرية بالبرنامج العام

لقصة تائهان للقاص احمد دسوقى مرسى

فى هذه القصة نحن امام المعنى الذى يتجسد دائما فى اقوال الشعراء

” انى لافتح عينى حين افتحها على كثيرا و لكن لا ارى احد “

الأستاذ أحمد يحكى لنا ( فى هذه القصة ) مأساة ذلك الرجل الكبير الناضج الذى لا يجد فى حياته ما يملىء هذه الحياة و هو يتفقد أصدقائه واحد تلو الآخر ، لكن لا أحد موجود يفاجىء دائما بالغياب ثم الغياب ثم الغياب

الحياة مزدحمة. الشوارع مزدحمة . السيارات مزدحمة حتى ميدان التحرير مزدحم لكنه هو وحيد حزين يود ان يجد من يجالسه يود ان يجد من يحكى له او يستمع إليه لكنه دائماً يفاجىء بإن الرد سلبى الصديق الاول و اسرته ليسوا موجودين فى الشقة ، الصديق الثانى الذى عادة ما يغط فى نوماً عميق خرج كما يقول صبى من الجيران ، حتى الصديق الثالث محمود الموظف الذى سيقاسمه احزانه و الذى عادة لا يخرج ابداً تخبره ابنته بأنه قد خرج و هو يتوقف عن بحثه عن مزيد من الاصدقاء خشية ان يواجه الموقف ذاته نحن اذن امام مأساة صغيرة . كبيرة التفصيلة صغيرة جداً أن الرجل يريد من يستمع إليه ، يريد من يأنسه . يريد من يحكى له لكنه لا يجد أحد فيشعر بأنه تائه فى هذه الحياة تماماً كتلك الطفلة التى عثر عليها فى ميدان التحرير و قد تاهت من اخواتها و قام هو بإيصالها إلى بيتها هى التائهة الصغرى عادة الى بيتها و الى أنسها أما هو التائه الكبير فعاد الى وحدته و لم يأنسه سوى صوت أم كلثوم الذى ينبعث من الراديو داخل الحجرة او الشقة التى يعيش فيها

الأستاذ أحمد

استخدم فى كتابة هذه القصة ايقاعا استاتيكيا قليل الاحداث و كانه يريدنا ان نشعر معه بوطاة الوقت و السام و الملل على بطل هذه القصة

ثم قدم اشارات ذات دلالة الاطفال الذين يبنون بيتا صغيرا و هو محروم من انس هذا البيت و هو يدعوهم الى ان يسمحوا له و لو على سبيل اللعب و المزاح و الدعابة بأن يشاركهم بيتهم و هم يؤكدون له انه كبير عجوز لذلك لا مكان له نتذكر جميعا قصة ذلك الحوذى الذى اراد ان يستمع اليه احد و حاول قدر طاقته ان يجد من يصغى اليه لكنه لم يجد لذلك كان عليه ان يحكى للحصان

هنا صديقنا لا يستطيع حتى ان يتحاور مع ذاته و لا مع جدران شقته و لا مع ذلك الزحام الذى لا يشعر به

القصة منضبطة لغويا و اسلوبيا ، ربما الاغراق فى التفاصيل الكثيرة منذ البداية و هو يصف بطل القصة و هو يصعد السلم و هو يشعر باضطراب فى الانفاس ثم يقوم بالسعال المقصود من اجل ان يخرج صوته نقيا ثم . ثم . ثم كل هذه التفاصيل الغرض منها ان يشعر القارىء بوطاة الالم و السام و الملل الذى يشعر به بطل القصة لذلك اذا مللت و انت تقرا بعض السطور فهو ملل مقصود الغرض منه ان تشعر بوطاة الملل بطل هذه القصة

هناك وعى كبير بماهية القصة القصيرة من حيث اصطياد اللحظة الدالة و الحديث عن المعانى الكبيرة عبر احداث و تفصيلات صغيرا جدا

تحية لهذه القصة التى ساهم العنوان فى فهم مراميها كثيرا فالتائهان كما قلنا هما هذه الطفلة التى اعادها بطلنا الى بيتها و هو نفسه التائه الاخر الذى لم يجد من ينقظه من هذه الحالة و من هذا التيه تحية لهذا الكاتب

و ارجو ان يكون الاصدقاء قد استمتعوا بها و قد اضافة هذه الكلمات ضوءا جديدا الى القصة …. الشاعر .السيد حسن 

مشاركات الأعضاء

معشوقتي العربية

عبدالناصر عليوي العبيديعبدالناصر عليوي العبيدي

اترك ردا

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024