ممختارة جديدة. قصة وشعر من العصر الجاهلي

 أغارت بنو أود، وقد جمعها الأفوه، على بني عامر. فمرض الأفوه مرضا شديدا، فخرج بدله زيد بن الحارث الأودي. وأقام الأفوه حتى أفاق من وجعه. ومضى زيد بن الحارث حتى لقي بني عامر يتصارعون، وعليهم عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب.

فلما التقوا عرف بعضهم بعضا. فقال لهم بنو عامر: ساندونا، فما أصبنا كان بيننا وبينكم. فقالت بنو أود، وقد أصابوا منهم رجلين: لا والله حتى نأخذ منهم بطائلتنا. فقام أخو المقتول، وهو رجل من بني كعب أود، فقال لهم: يا بني أود، والله لتأخذن بطائلتي، أو لأنتحين على سيفي. فقتتلت وبنو عامر، فظفرت أود، وأصابت مغنما كثيرا. فقال الأفوه في ذلك:

[من الوافر]

أَلا يا لَهفِ لَو شَدَّت قَناتي … قَبائِلُ عامِرٍ يَومَ الصَبيبِ

غَداةَ تَجَمَّعَت كَعبٌ عَلَينا … جَلائِبَ بَينَ أَبناءِ الحَريبِ

فَلَمّا أَن رَأَونا في وَغاها … كَآسادِ العَرينَةِ والحجيب

 

تَداعَوا ثُمَّ مالوا في ذُراها … كَفِعلِ مُعانِتٍ أَمِنَ الرَجيبِ

وَطاروا كالنَعامِ بِبَطنِ قَوِّ … مُواءَلَةً عَلى حَذَرِ الرَقيبِ

مَنَعنا الغَيلَ مِمَّن حَلَّ فيهِ … إِلى بَطنِ الجَريبِ إِلى الكَثيبِ

وَخَيلٍ عالِكاتِ اللُجمِ فينا … كَأَنَّ كُماتَها أُسدُ الضريب

 وَجُردٌ جَمعُها بيضٌ خِفافٌ … عَلى جَنبَي تُضارِعَ فَاللَهيبِ


هُمُ سَدّوا عَلَيكُم بَطنَ نَجدٍ … وَضَرّاتِ الجُبابَةِ وَالهَضيبِ

قَتَلنا مِنهُمُ أَسلافَ صِدقٍ … وَأُبنا بِالأُسارى وَالقَعيبِ 

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات