لَطِيفُ اللَّحظِ 🤍🌷

لَطِيفُ اللَّحظِ 🤍🌷 - عالم الأدب

لطيفُ اللَّحظِ مَرَّ بنَا وغَابَا

فأرَّقنَا وأوْرثَنَا عَذَابَا

رمىٰ سهماً بمُقلةِ أعفَرِيٍّ

إِلىٰ كبدِي، لعَمْرِي قد أصَابَا

فرُحتُ أصُوغُ ما لاقَتهُ عَيني

علىٰ ورقٍ وأكتُبُهُ كِتَابَا

لعلِّي إن حُرِمتُ لِقَاهُ يَومَاً

أُلاقي فيهِ أوصافاً عِذَابَا

لطيفُ اللَّحظِ مَرَّ بنَا بليلٍ

وقد حَاكَ الظَّلامُ لنا حِجَابَا

فما رِيعَ الظَّلامُ سِوىٰ بضَوءٍ

كأنَّ الفجرَ لآحَ لَهُ فذَابَا

وما كانَ الَّذي ضَوَّاكَ إلَّا

سَنَا طَيفٍ لآنسةٍ أَنَابَا

فتاةٌ لم أُقابلهَا بيَومٍ

ولم أحسِبْ لرُؤيتهَا حِسَابَا

تَبدَّتْ لي علىٰ عجلٍ فولَّىٰ

لها قلبي يُعاتِبُهَا عِتَابَا

فتاةٌ لو نَظرتَ لها بصُبحٍ

رأيتَ الشَّمسَ تَنتقِبُ انتِقَابَا

فإن ضَحكتْ رَأيتَ نِظامَ دُرٍّ

وإن نَطقتْ سَمعتَ لها خِطَابَا

وإن قبَّلتَهَا قَبَّلتَ عَذبَاً

كأنَّ بثَغرِهَا عَسَلاً مُذَابَا

وإن عَانقتَهَا عَانقتَ فُلَّاً

ورَيحاناً وشِيحَاً أو شَذَابَا

بجَنَّةِ مُترَفٍ كمُلَتْ وطابَتْ

فآخَىٰ زرعُهَا زرعَاً وطَابَا

فتاةٌ لو نَظرتَ لها بليلٍ

سألتَ: أ يلبسُ البَدرُ الثِّيَابَا !؟

لها عَينانِ دَعجاوانِ حتَّىٰ

إذا نَظرتْ رَأيتَ بها عُجَابَا

لها خَدَّانِ حَمراوانِ حتَّىٰ

إذا التفتَتْ حَسِبتَ الوَردَ ذَابَا

فيا مَنْ هذهِ الأوصافُ تُنمَىٰ

إليكِ تَرَفَّقِي، فالقلبُ ذَابَا

فإنِّي لم أزل بهواكِ أَهْذِي

وإنِّي لم أزل دَنِفَاً مُصَابَا

وإنِّي مُذْ رَأيتُ سَنَاكِ لَيلاً

ووَصفُكِ لم يَزَل حَدَثَاً مُهَابَا

وطَيفُكِ لم يَزَل بسَوَادِ عَيْنِي

يُؤرِّقُنِي ذَهَابَاً أو إِيَابَا

رَأيتُكِ مَرَّةً وصَدَدتِ حتَّىٰ

لقيتُ بكِ المتاعِبَ والصِّعَابَا

وأفنيتُ الشَّبابَ أعُدُّ دَهرِي

إلىٰ أن فاتني والرَّأسُ شَابَا

فدأبي إن سَمعتُ لكُم بصَوتٍ

أُطَارِدُهُ، فأُدرِكُهُ هَبَابَا

ودأبي إن ظَفِرتُ لكُم بطيفٍ

أطاردهُ، فأدركهُ سَرَابَا

ودأبي إِنْ مَرَرتُ لكُم بدَارٍ

أُيمِّمُهَا فأُدرِكُهَا يَبَابَا

تَصِرُّ جَنَادِبٌ فِي جَانِبَيْهَا

[وتَسْمَعُ] فِي خَرَابَتِهَا غُرَابَا

وتَختَبِئُ الضِّباعُ بعَيكتَيْهَا

وتَحتضِنُ الثَّعالبَ والذِّئَابَا

بَقِيتُ بها زَماناً غيرَ أنِّي

رَأيتُ الدَّارَ لا تُعطِي جَوَابَا

فما يُغنِي عنِ الأَحبابِ إلَّا

حَنِينُ العِيسِ يَضطَرِبُ اضطِرَابَا

وما يُغنِي عَنِ الأَحبابِ إلَّا

قَنَىٰ الخَطِيِّ يَنتَصِبُ انتِصَابَا

وما يُغنِي عنِ الأحبابِ إلَّا

نَديمٌ إن هَتَفتَ بهِ أَجَابَا

وإلَّا فالمُصَابُ مُصَابَ دَهْرٍ

يَمُرُّ بهِ الفَتَىٰ بَابَاً فبَابَا

وفي الصَّهباءِ للمَهمُومِ طِبٌّ

إذَا نَادَمتَ أَقواماً طِرَابَا

تَراها في الكُؤوسِ كأنَّ دُرَّاً

تربَّعَ فوقَ لُجَّتِهَا وذَابَا

كأنَّ الصَّحبَ حينَ تُدارُ فيهم

معَ الرَّيحانِ صِرفاً أو قِطَابَا

كِرامٌ يَفرِقُونَ الحَقَّ فَرقاً

ولستَ ترىٰ لهم أبداً ذَهَابَا

فأكرِم بالصِّحابِ صِحابِ صِدقٍ

وأكرِم بالمُدَامِ لهم شَرَابَا

ولكن هلْ يَغِيبُ خيالُ سَلمَىٰ

إذا صَاحبتُ زَينَبَ والرَّبَابَا !؟

وهلْ يُخشَىٰ عَلَيَّ خيالُ سَلمَىٰ

وقد عَلِقَ الفُؤادُ بها وذَابَا

فإنِّي لم أزل أهذِي بسَلمَىٰ

وسَلمَىٰ لَا تَرُدُّ لنا جَوَابَا

لعَلِّي لن أَفُوزَ بوَصلِ سَلمَىٰ

إلىٰ يَومٍ أَكُونُ بهِ تُرَابًَا …

#العتيق‬⁩ : علي بن شامي.

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات