كأنَّ الحُبَّ 🤍✨

كأنَّ الحُبَّ 🤍✨ - عالم الأدب

كَـأنَّ الحُـبَّ يَوْمَ وَقَفْتِ غَطَّىٰ

عَـلَــيَّ فَـلَــمْ أَرَىٰ إلَّاكِ حُـــبَّا

فَرُحْـتُ أَهُـشُّ مَا لَاقَتْـهُ عَيْني

لَـعَـلِّـي أَتَّـقِـيْـهِ فَـكَـانَ صَـعْبَا

لَعَمْرِيْ قَدْ دَفَعْتُ لَوْ انَّ قَلْبِي

بِذَاتِ الـوَجْـدِ جَـانَـبَـكُمْ وذَبَّا

ولَـكِـنَّ الـفُـؤُادَ أجَـابَ طَـوْعَاً

وهَـــلَّ لِحُبِّـــكُمْ أبَـــدَاً ولَـبَّىٰ

وقَـدْ بَاتَـتْ بِهِ أسْـمَـاءُ تَجْرِي

كَجَرْي المُهْجِ في الأوْرَادِ سَهْبَا

فهَيْهَاتَ الخَلَاصَ وقَدْ تَمَادَىٰ

بِيَ الـدَّاءُ اللَّطِيْـفُ، فصَارَ طِبَّا

صورُ هذهِ القصيدة عالقةٌ فِي عقلي ووجداني

تجدُ صاحبنا يُقَّدرُ عليهِ العشقَ بموقفٍ -ما كانَ يضربُ لهُ حساباً- فراحَ يُدافِعُ الحُبَّ ولكنَّ الحُبَّ كانَ أقوىٰ، حتَّىٰ إذا تمكَّنَ الحُبُّ منهُ واستحكمَ فيهِ راح يبثُّ ذلكَ الوجدَ شِعرا.

وفِي الحانبِ الآخرَ تجدُ أهلَ المحبوبة بعدَ ذُيوعِ أمرِ العاشقِ وشُيوعِ قصائدهِ يُقرِّرونَ الرَّحيلَ عَنْ هذهِ القرية والهروبَ بابنتِهم بعيداً عَنْ هذا العاشق الشَّاعر، فيغضبونَ ويحردونَ ويهرعونَ إلىٰ رواحلِهم فيحثُّوْنَها للسَّيرِ حثَّاً شديداً، بالحُداءِ والطربِ تارةً وبالزَّجرِ والضربِ تارة، وصاحبُنا يأبىٰ الرُّضوخَ فيعترضُ الفيافي ويتتبَّعُ آثارَ القومِ عَنْ طريقِ رائحةِ طيبِ حبيبتِهِ لعلَّهُ يصلُ إليهم وإلَّا ماتَ ممَّا تركتْ فِي قلبهِ مِنْ لهيبِ الحُبِّ وضوارِمِ الشَّوقِ شيئاً فشيئا:

ألَا قَدْ صِـرْتُ أعْتَرِضُ الفَيَافِي

إذَا يَا عَمْـرُو رِيْحُ الطِّيْـبِ هَبَّا

لَعَـلِّيْ ألْتَقِـي أنْفَاسَ مَـنْ هِي

تَرَحَّـلَ قَـوْمُـهَـا حَـرَدَاً وغَضْبَا

“كَأنَّ حُدَاءَهُم فِـي البِيْدِ نَوْحٌ

يَحُثُّـوْنَ المَطِـي طَـرَبَاً وضَرْبَا”

إذَا مَـا بَاعَـدُوا يَا عَمْـرُو بَيْـنِي

وبَيْنَ حَبِيْبَـتِي، فالـقَـلْـبُ يأبَىٰ

سألْـحَـقُ بالَّـتِي تَرَكَـتْ بقَلْبِي

كَمِثْلِ الجَمْـرِ مَضْـرَمَـةً ولَهْبَا

فجَمْـرُ الشَّـوْقِ لَيْسَ يَزُوْلُ إلَّا

بمَـاءِ الـوَصـلِ، إكْـرَامَـاً وقُرْبَا

وإلَّا فاللَّـهِـيْـبُ لَـهِـيْـبُ دَهْرٍ

يَـمُـوْتُ بِهِ الـفَـتَىٰ غِـبَّـاً فغِبَّا

#العتيق⁩ : علي بن شامي.

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في شعر، قصص، مقالات

قد يعجبك أيضاً

هذا من فضل وفتح الله على إبن الورديحارت الافكار في حكمة من قد هدانا سبلنا عز وجل – لامية ابن الوردي/ من روائع الحكم

اعتـزلْ ذِكـرَ الأَغَاني والغـَزَلْ * * * وقُلِ الفَصْـلَ وجانبْ مـَنْ هـَزَلْ ودَعِ الـذِّكـرَى لأيـامِ الصِّبـا * * * فَـلأَيـامِ الصِّبـا نجَـمٌ أفَـلْ إنْ أَهنـا…

تعليقات