يا كثير النوح في الدمن

ديوان أبو نواس

يا كَثيرَ النَوحِ في الدِمَنِ

لا عَلَيها بَل عَلى السَكَنِ

سُنَّةُ العُشّاقِ واحِدَةٌ

فَإِذا أَحبَبتَ فَاِستَكِنِ

ظَنَّ بي مَن قَد كَلِفتُ بِهِ

فَهوَ يَجفوني عَلى الظِنَنِ

باتَ لا يَعنيهِ ما لَقِيَت

عَينُ مَمنوعٍ مِنَ الوَسَنِ

رَشَأٌ لَولا مَلاحَتُهُ

خَلَتِ الدُنيا مِنَ الفِتَنِ

كُلَّ يَومٍ يَستَرِقُّ لَهُ

حُسنُهُ عَبداً بِلا ثَمَنِ

فَاِسقِني كَأساً عَلى عَذَلٍ

كَرِهَت مَسموعَهُ أُذُني

مِن كُمَيتِ اللَونِ صافِيَةٍ

خَيرِ ما سَلسَلتَ في بَدَنِ

ما اِستَقَرَّت في فُؤادِ فَتىً

فَدَرى ما لَوعَةُ الحَزَنِ

مُزِجَت مِن صَوبِ غادِيَةٍ

حَمَلَتها الريحُ مِن مُزُنِ

تَضحَكُ الدُنيا إِلى مَلِكٍ

قامَ بِالأَحكامِ وَالسُنَنِ

يا أَمينَ اللَهِ عِش أَبَداً

فَإِذا أَفنَيتَنا فَكُنِ

كَيفَ تَسخو النَفسُ عَنكَ وَقَد

قُمتَ بِالغالي مِنَ الثَمَنِ

سَنَّ لِلناسِ النَدى فَنَدَوا

فَكَأَنَّ البُخلَ لَم يَكُنِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات