هذه حلبة الهوى والفراق

ديوان ابن الساعاتي

هذه حلبة الهوى والفراقِ

فاجر فيها سوابقَ الآماقِ

فلقاءُ الأحباب مثل لقاء الحر

ب بين القلوب والأحداقِ

وتأمَّل بين الهوادج والأطـ

ـلال منها مصارع العشَّاقِ

فقسيٌّ تهدي ولسن بأو

تارٍ سهاماً تصمي بلا أفواقِ

بي بيضاءَ فعلها فعل سمراءَ انـ

ـثنت من العوالي الدّقاقِ

زيَّن الفرعُ قدَّها مثل ما

زينت لدان الغصون بالأوراقِ

لو تطيقُ الحمامُ ألقت عليه

ما بأجيادها من الأطواقِ

أخدمت حسنها سويداءَ قلبي

فهي لا تهتدي لسبل الإباقِ

أيُّ شمسٍ مغيبها لي سمومٌ

وسموم الشموس بالإشراقِ

كلَّما خوطبت على حبس قلبي

وقّعت للدموع بالإطلاقِ

فسواء ما بدَّدت فوق خدّيَّ

وما نظَّمته فوق التراقيِ

ضحكتْ عند وصف شوقي ولم

تدرِ بأنَّ البكاء للأشواقِ

لم يكن قبل وجهها ليّ علمٌ

أنَّ ماء الجمال للإحراقِ

هل مجيرٌ من الدجى فهو طفل

لم يشب من قطيعة وفراقِ

طال حتى حسبتُ أنَّ النجوم الأفـ

ـق من بطءِ سيرها في وثاقِ

وخفيّ الوميض ينمى كما يسـ

ـرع سقط االزنادِ في الحرَّاقٍ

فلو أنَّ الصباح يجدى لأعـ

ـطته يدا يوسف مع الإملاقِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الساعاتي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات