من استغضبت من هذي الخليقه

ديوان لسان الدين بن الخطيب

مَنِ اسْتَغْضَبْتَ منْ هَذي الخَليقَهْ

بمُغْضِبَةٍ بإنْكارٍ خَليقَهْ

ولمْ يغْضَبْ فتَيْسٌ أو حِمارٌ

مَجازاً لا لعَمْري بلْ حَقيقَهْ

بعَثْتُ بمُرْسِلٍ لكَ معْ عَتيقي

فلَمْ تُطِعِ الرّسولَ ولا عَتيقَهْ

وطوّقتَ السّفيرَ الذَّنْبَ لمّا

عجِلْتَ بهِ ولمْ تُبْلِعْهُ ريقَهْ

إمامُ جَماعَةٍ وقَريعُ تَقْوَى

ومُبْلِغُ حُجّةٍ وحَفيظُ سِيقَهْ

فَبُؤتَ بِها علَى الأيّامِ داءً

عُضالاً لا تُفيقُ علَيْهِ فيقَهْ

وقدْ عارَضْتَ عُذْرَكَ باعتِرافٍ

فزِدْتَ مذمّةً تسِمُ الطّريقهْ

وهلْ بعْدَ اعْترافٍ منْ نِزاعٍ

وهلْ بعْدَ افْتِصالٍ منْ وَثيقَهْ

ومَنْ جهِلَ الحُقوقَ أطاعَ نفْساً

ببَحْرِ الجهْلِ راسِبَةً غَريقَهْ

ومَنْجَى نيقَةٍ أمْرٌ بَعيدٌ

إذا نصَبَ المهَنْدِسُ مَنْجَنيقَهْ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان لسان الدين بن الخطيب، شعراء العصر الأندلسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات