Skip to main content
search

ما قدَّرَ اللَّهُ هو الغالبُ

ليس الَّذي يحسُبُهُ الحاسِبُ

قد صدَّقَ اللَّهُ رجاءَ الورَى

وما رجاءٌ عندَهُ خائبُ

وأنزلَ الغيثَ على راغبٍ

رحمتَهُ إذ قنَطَ الراغبُ

قُلْ لابنِ عزرا أَلسَّخيفِ الحجا

زَرَى عليكَ الكوكبُ الثاقبُ

ما يُعْلمُ الشاهدُ من حُكمنا

كيفَ بأمرٍ حكمُهُ غائبُ

وقُلْ لعباسٍ وأشياعهِ

كيفَ تَرى قَولكُمُ الكاذبُ

خانكمُ كِيوانُ في قَوسهِ

وغرَّكم في لوْنهِ الكاتبُ

فكلُّكُمْ يكذِبُ في عِلمهِ

وعلمُكمْ في أصلهِ كاذبُ

ما أنتمُ شيءٌ ولا عِلمُكمْ

قد ضعُفَ المطلوبُ والطالبُ

تُغالبونَ اللَّهَ في حُكمهِ

واللَّهُ لا يغلبُهُ غالبُ

محبوبٌ الحَبْرُ الذي ما لَهُ

في فهمهِ ندٌّ ولا صاحبُ

قد أَشهدَ اللَّهَ على نفسهِ

بأنَّه من جَهلكمْ تائبُ

ابن عبد ربه

أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه شاعر أندلسي، وصاحب كتاب العقد الفريد. أمتاز بسعة الاطلاع في العلم والرواية والشعر. كتب الشعر في الصب والغزل، ثم تاب وكتب أشعارًا في المواعظ والزهد سماها "الممحصات".

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024