لله قوم لهم في كل حادثة

ديوان محيي الدين بن عربي

لله قومٌ لهم في كلِّ حادثةٍ

شانٌ وصورتهم من لا له شانُ

فإن نظرتَ إليهم في تصرفهم

تقولُ ما هم كما قالوا وما كانوا

يعم علمهمُ أحوالَ كونهمُ

الماض وآلات بالتصريف والآنُ

سبحانَ من خصَّهم منه بصورته

هم المقيمون في الوقت الذي بانوا

مسافرون ولم تفقد ذواتهمُ

من المجالس والأعيان أعيان

أجسامهم هي أجسادٌ ممثلةٌ

للناظرين وهم في العين إنسان

بهم نراهم كما قلنا ويشهد لي

من رؤية الله عرفانٌ ونكران

أنت اعترفتَ بمن أنكرتَ صورته

الأمر سوق فأرباحٌ وخسران

وهم ذوو بصر لما يرون وهم

عند الأكابر منا فيه عميانُ

لا يهتدون لما تعطى نواظرهم

وما لهم في الذي يرون برهان

وكلُّ ما انكروا منه أو اعترفوا

به فذلك عند القومِ عرفان

هم في الكتابِ الذي اخفته غيرته

منهم ومن غيرهم في الصدر عنوان

ما في الوجودِ سوى جودِ خزائنه

لها إذا نزلتْ بالخلقِ ميزان

لكنه عنده لا عندهم ولذا

يخيب في نظر الإنصاف أوزان

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان محيي الدين بن عربي، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات