Skip to main content
search

لعمرُك إنّني فارقتُ نجداً

وقلبي مُودَعٌ فيها رهينُ

وما لِي بعد فُرقةِ أهْلِ نَجدٍ

قِرىً إلّا نحيبٌ أو أنينُ

وعينٌ جفَّ منها الدّمعُ حتّى

أحاذِرُ أنْ تجودَ بها الشُّؤونُ

جفاها غمضُها فكأنّ عيناً

لنا بعد الفِراقِ ولا جُفونُ

فيا ليتَ الصّبابةَ يومَ ولّوْا

ضُحىً خفّت كما خفّ القطينُ

ولَيتَهمُ وحسبي ذاك منهمْ

دَرَوْا أنّي لفرقتهمْ حَزينُ

أُحبُّكمُ وبيتِ اللَّهِ حتّى

يُقالَ بهِ وما صدقوا جُنونُ

وكم أنكرتُ حبّكُمُ فنادى

به دمعٌ يبوح به هتونُ

وأعظمُ ما يُلاقيهِ قرينٌ

وأشجى أنْ يفارقه قرينُ

وكم لكُمُ بقلبي من غرامٍ

يؤرّقني إذا هدتِ العيونُ

أُلَجْلِجُ كلّما سوئِلْتُ عنه

كما وَرَّى عن البذلِ الضَّنينُ

فَلا أنا مُعرِضٌ عنه صموتٌ

وَلا أنَا مُعرِبٌ عنه مبينُ

أرُونا موضعَ الإنصافِ منكمْ

فقد جلّتْ عن المَطْلِ الدّيونُ

ولا تُبدوا صريحَ المنعِ منكمْ

فيُغنينا عن الخبرِ اليقينُ

الشريف المرتضى

ابوالقاسم السيد علي بن حسين بن موسی المعروف بالشريف المرتضى هو مرتضی علم الهدی (966 – 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024