لا تسأل المرء ما تجني عشيرته

ديوان الشريف المرتضى

لا تَسألِ المرءَ ما تَجنِي عَشيرتُهُ

عليه ما بين ضرّاءٍ وإضرارِ

وَربّما كانَ مِن قَومي وما شَعروا

ذنبٌ تضيق به ساحاتُ أعذاري

ما زالَ أَهلُ الحِجى والحلمِ كلُّهُمُ

مُطالَبين عن الأعمار بالثّارِ

كُنْ كيفَ شِئتَ ولم تدنَسْ بفاحشةٍ

تُلقِي على الذّمِّ أو تُدنِي من العارِ

مِن أَين لِي والمُنى ليستْ بنافعةٍ

خِلٌّ أرى فيه أغراضي وأوطاري

يَمَسُّهُ الخطبُ قبلي ثمّ يصرِفُهُ

عنّي ولو خاض فيه لُجَّةَ النّارِ

وَواحدٌ عندهُ عَزلِي وتولِيَتِي

وَمستوٍ عندهُ فَقري وإيساري

ما ودّني لاِنتِفاعٍ بي ولا عَلِقَتْ

بنانُهُ بإزاري خوفَ أحذاري

ما لِي بُليتُ وما قصّرتُ في طلبٍ

بكلِّ خَبٍّ خَلوعِ العهد غدّارِ

أُخفِي لَهُ السرَّ عَن نَفسي وليسَ له

في النّاس دَأْبٌ سوى إفشاءِ أسراري

إنّ الدّيارَ التي كنّا نُسرُّ بها

ما عُجْتُ فيها وقد أقْوَتْ بديّارِ

مرابعٌ عُطّلَتْ منها وأنديةٌ

لا رِجسَ فيها ولا بأسٌ لسَمَّارِ

مِن بعدما اِمتَلأتْ من كلّ مُمتعِضٍ

من الدَنِيَّةِ في العزّاءِ صَبّارِ

كانَت مَسايل أَيدٍ بالنّدى سُمُحٌ

فالآن هنّ مسيلاتٌ لأمطارِ

يُعطِي الكثيرَ إِذا ما المالُ ضَنّ بهِ

معطٍ ويَقرِي إذا ما لم يَكُن قارِ

تَزْوَرُّ عنهنّ أيدي العِيس واخدةً

ولا يعوج بهنّ المُدلجُ السّاري

وَقَد عُرينَ عَلى رغمِ الأنوف لنا

من كلّ نفعٍ وإحلاءٍ وإمرارِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات