لئن قبحت مني لديك الظهائر

ديوان ابن الرومي

لئن قَبُحتْ منّي لديك الظَّهائرُ

لحسْبُك حسناً ما تُجِنُّ الضمائرُ

وإني وإن أخلفتُ وعدَك لَلَّذي

وفَى لك منه جَهْرهُ والسرائر

عثرتُ وأنساني التحفُّظ أنني

أراك مُقيلاً حين يعثر عاثر

فلا تَلْحينِّي في ذنوبيَ كلها

فجاني ذنوبي عفوك المتواتر

فإنْ لا تكن كانت لعفوك وحده

فعفوُك لي فيها شريكٌ مشاطِر

ومالك إنكار الجرائر من أخٍ

إذا وقعت منه ومنك الجرائر

ولابأس أن يزداد طولك بسطةً

بأنِّي خطَّاء وأنك غافر

وضعتُ جِران الذل سمعاً وطاعةً

ولي في مغيبي عنك يوماً مَعاذر

شُغِلت بصيد الظبي حتى اقتنصتُهُ

وها هو ذا قد قَبَّضتْهُ الأظافر

وكل امرئٍ يَفري بجدك مُفلِحٌ

وكل امرئٍ يسقي بجدك ظافر

وهل يحسن التقصير أو يُعذَر الوَنَى

ومثلي مأمورٌ ومثلُك آمر

وليست لأستاذٍ عليّ ملامةٌ

إذا غاب شخصي عنهُ والنفع حاضر

وساءلْتني هل غبتَ والقِدحُ فائزٌ

لدى غيبتي أم خائب ثم خاسر

ولم أخْلُ من ربحٍ وخُسْرٍ كليهما

إذا نفذت للمبصرين البصائر

كفاني ربحاً بُغيتي لك حاجةً

ولو أنها مما يَهاب المُخاطر

وحسبي خسراً أن أفأْتَ بنظرةٍ

إليك على أني بقلبي ناظر

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات