فرب ربيع بالبلاليق قد رعت

ديوان الفرزدق

فَرُبَّ رَبيعٍ بِالبَلاليقِ قَد رَعَت

بِمُستَنِّ أَغياثٍ بِعاقَ ذُكورُها

تَحَدَّرَ قَبلَ النَجمِ مِمّا أَمامَهُ

مِنَ الدَلوِ وَالأَشراطِ يَجري غَضيرُها

أَلَم تَعلَمي أَنّي إِذا القِدرُ حُجِّلَت

وَأُلقِيَ عَن وَجهِ الفَتاةِ سُتورُها

وَراحَت تَشِلُّ الشَولَ وَالفَحلُ خَلفَها

زَفيفاً إِلى نيرانِها زَمهَريرُها

شَآمِيَةٌ تُفشي الخَفائِرَ نارُها

وَنَبحُ كِلابِ الحَيِّ فيها هَريرُها

إِذا الأُفُقُ الغَربِيُّ أَمسى كَأَنَّهُ

سَدى أُرجُوانٍ وَاِستَقَلَّت عَبورُها

تَرى النيبَ مِن ضَيفي إِذا ما رَأَينَهُ

ضُموزاً عَلى جَرّاتِها ما تُحيرُها

يُحاذِرنَ مِن سَيفي إِذا ما رَأَينَهُ

مَعي قائِماً حَتّى يَكوسَ عَقيرُها

وَقَد عَلِمَت أَنَّ القِرى لِاِبنِ غالِبٍ

ذُراها إِذا لَم يَقرِ ضَيفاً دَرورُها

شَقَقنا عَنِ الأَولادِ بِالسَيفِ بَطنَها

وَلَمّا تُجَلَّد وَهيَ يَحبو بَقيرُها

وَنُبِّئتُ ذا الأَهدامِ يَعوي وَدونَهُ

مِنَ الشَأمِ ذَرّاعاتُها وَقُصورُها

إِلَيَّ وَلَم أَترُك عَلى الأَرضِ حَيَّةً

وَلا نابِحاً إِلّا اِستَسَرَّ عَقورُها

كِلاباً نَبَحنَ اللَيثَ مِن كُلِّ جانِبٍ

فَعادَ عُواءً بَعدَ نَبحٍ هَريرُها

عَوى بِشَقاً لِاِبنَي بُحَيرٍ وَدونَنا

نِضادٌ فَأَعلامُ السِتارِ فَنيرُها

وَنُبِّئتُ كَلبَ اِبنَي حُمَيضَةَ قَد عَوى

إِلَيَّ وَنارُ الحَربِ تَغلي قُدورُها

وَوَدَّت مَكانَ الأَنفِ لَو كانَ نافِعٌ

لَها حَيضَةٌ أَو أَعجَلَتها شُهورُها

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات