فأعقب الله ظلا فوقه ورق

ديوان الفرزدق

فَأَعقَبَ اللَهُ ظِلّاً فَوقَهُ وَرَقٌ

مِنها بِكَفَّيكَ فيهِ الريشُ وَالثَمَرُ

وَما أُعيدَ لَهُم حَتّى أَتَيتَهُمُ

أَزمانَ مَروانَ إِذ في وَحشِها غِرَرُ

فَأَصبَحوا قَد أَعادَ اللَهُ نِعمَتَهُم

إِذ هُم قُرَيشٌ وَإِذ ما مِثلَهُم بَشَرُ

وَهُم إِذا حَلَفوا بِاللَهِ مُقسِمُهُم

يَقولُ لا وَالَّذي مِن فَضلِهِ عُمَرُ

عَلى قُرَيشٍ إِذا اِحتَلَّت وَعَضَّ بِها

دَهرٌ وَأَنيابُ أَيّامٍ لَها أَثَرُ

وَما أَصابَت مِنَ الأَيّامِ جائِحَةٌ

لِلأَصلِ إِلّا وَإِن جَلَّت سَتُجتَبَرُ

وَقَد حُمِدَت بِأَخلاقٍ خُبِرتَ بِها

وَإِنَّما يا اِبنُ لَيلى يُحمَدُ الخَبَرُ

سَخاوَةٌ مِن نَدى مَروانَ أَعرِفُها

وَالطَعنِ لِلخَيلِ في أَكتافِها زَوَرُ

وَنائِلٌ لِاِبنِ لَيلى لَو تَضَمَّنَهُ

سَيلُ الفُراتِ لَأَمسى وَهوَ مُحتَقَرُ

وَكانَ آلُ أَبي العاصي إِذا غَضِبوا

لا يَنقُضونَ إِذا ما اِستُحصِدَ المِرَرُ

يَأبى لَهُم طولَ أَيديهِم وَأَنَّ لَهُم

مَجدَ الرِهانِ إِذا ما أُعظِمَ الخَطَرُ

إِن عاقَبوا فَالمَنايا مِن عُقوبَتِهِم

وَإِن عَفَوا فَذَوُو الأَحلامِ إِن قَدَروا

لا يَستَثيبونَ نُعماهُم إِذا سَلَفَت

وَلَيسَ في فَضلِهِم مَنٌّ وَلا كَدَرُ

كَم فَرَّقَ اللَهُ مِن كَيدٍ وَجَمَّعَهُ

بِهِم وَأَطفَأَ مِن نارٍ لَها شَرَرُ

وَلَن يَزالَ إِمامٌ مِنهُمُ مَلِكٌ

إِلَيهِ يَشخَصُ فَوقَ المِنبَرِ البَصَرُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات