Skip to main content
search

عَظيمُ الأَسى في هَذِهِ غَيرُ مُقنِعِ


وَلَومُ الرَدى فيما جَنى غَيرُ مُنجِعِ


وَلا عَينَ إِلّا الدَمعَ تَجري غُروبُهُ


فَلاقِ بِهِ المَقدورَ إِن شِئتَ أَو دَعِ


فَليسَ القَنا فيما أَصابَ بِشُرَّعٍ


وَليسَ الظُبى فيما أَلَمَّ بِقُطَّعِ


وَلا مانِعٌ مِمّا رَمى اللَهُ سَهمَهُ


دِفاعُ المُحامي وَاِدِّراعُ المُدَرَّعِ


وَإِنَّ المَنايا إِن طَرَقنَ بِفادِحٍ


فَسِيّانِ لُقيا حاسِرٍ أَو مُقَنَّعِ


إِذا اِنتَصَرَ المَحزونُ كانَ اِنتِصارُه


بِدَمعٍ يَزيدُ الوَجدَ أَو عَضِّ إِصبَعِ


وَإِنَّ غَبينَ القومِ مِن طاعِنِ الرَدى


إِذا جاءَ في جَيشِ الرَزايا بِأَدمُعِ


أَتَرضى عَنِ الدُنيا وَما زالَ بِركُها


عَلى مَقصِدٍ مِنّا وَشِلوٍ مُبَضَّعِ


إِذا سَمَحَت يَوماً بِمَجواءَ سَجسَجٍ


تَلَتها عَلى عَمدٍ بِنَكباءَ زَعزَعِ


أَيَومَ عُبَيدِ اللَهِ كَم رُعتَ مِن حَشىً


جَليدٍ عَلى طولِ المَدى لَم يُرَوَّعِ


وَكَم جَفَّ دَمعٌ فيكَ قَد كانَ غَربُهُ


بَطيئاً إِذا ما ريمَ لَم يَتَسَرَّعِ


تَوَقُّعُ أَمرٍ زادَ هَمّاً وُقوعُهُ


وَإِنَّ وُقوعَ الأَمرِ دونَ التَوَقُّعِ


أَيا جَدَثاً وارى مِنَ العِزِّ هَضبَةً


تَمُدُّ إِلى العَليا بِبوعٍ وَأَذرُعِ


سَقاكَ وَلَولا ما تَجِنُ مِنَ التُقى


لَقُلتُ شَآبيبَ العَقارِ المُشَعشَعِ


وَقَلَّ لِقَبرٍ أَنتَ سِرُّ ضَميرِهِ


بُكاءُ الغَوادي كُلَّ يَومٍ بِأَربَعِ


وَقَفتُ عَلَيهِ عاطِفاً فَضلَ عَبرَةٍ


تَفيضُ عَلى فَضلِ الحَنينِ المُرَجَّعِ


أَقولُ لَهُ وَالعَينُ فيها زُجاجَةٌ


مِنَ الدَمعِ قَد وارى بِها الجولُ مَدمَعي


وَما هِيَ إِلّا ساعَةٌ وَهوَ لاحِقٌ


بِعادٍ إِلى يَومِ المَعادِ وَتُبَّعِ


هَلَ اَنتَ مُجيبي إِن دَعَوتُ بِأَنَّةٍ


وَهَل أَنتَ غادٍ بَعدَ طولِ مَدىً مَعي


وَهَيهاتَ حالَت بَينَنا مُستَطيلَةً


ضَمومٌ عَلى الأَجرامِ مِن كُلِّ مَطلَعِ


لَنا كُلَّ يَومِ فَرحَةٌ مِن مُبَشِّرٍ


بِمُقتَبَلٍ أَو رَنَّةٌ مِن مَفَجَّعِ


وَطاري رَجاءٍ في مُلِمٍّ مُسَلِّمٍ


وَعارِضِ يَأسٍ مِن خَليطٍ مُوَدِّعِ


وَما بُعدَ ما بَيني وَبَينَكَ سامِعاً


وَأَنتَ بِمَرأىً مِن مُقامي وَمَسمَعِ


لَحا اللَهُ هَذا الدَهرَ ماذا جَرَتِ بِهِ


نَوائِبُهُ مِن مُؤلِمِ الوَقعِ مُظلِعِ


لَقَد جَبَّ مِنّا ذُروَةً أَيَّ ذُروَةٍ


فَأُبنا بِأَضلاعِ الأَجَبِّ المُوَقَّعِ


أَليسَ عُبيدُ اللَهِ خَلّى مَكانَهُ


فَلا عَطَسَ الإِسلامُ إِلّا بِأَجدَعِ


تَعَزَّ أَميرَ المُؤمِنينَ صَريمَةً


مِنَ العَزمِ عَن ماضي الصَرائِمِ أَروَعِ


أَمينُكَ لَم يَذخَركَ نُصحاً إِذا حَنا


رِجالٌ عَلى الغِشِّ القَديمِ بِأَضلُعِ


هُوَ السابِقُ الهادي إِلى عَقدِ بَيعَةٍ


رَأى الناسَ فيها بَينَ حَسرى وَظُلَّعِ


غَرَستَ بِهِ غَرساً يَرى الدَهرُ عودَهُ


وَكانَ مَتى تَغرِس عَلى الرَغمِ يَنزِعِ


بَقيتَ أَمينَ اللَهِ عوداً لِمَفزَعٍ


وَمَرعىً لِإِخفاقٍ وَوِرداً لِمَطمَعِ


إِذا صَفَحَت عَنكَ اللَيالي وَأُغرِيَت


بِحِفظِكَ فينا هانَ كُلُّ مُضَيَّعِ


فَلا فُجِعَت بِالعِزِّ دارُكَ ساعَةً


وَلا غُضَّ مِن بابِ الرَواقِ المُرَفَّعِ


وَلا بَرِحَت تِلكَ الرُباعُ مَجودَةً


عَلى كُلِّ حالٍ مِن مَصيفٍ وَمَربَعِ


لَقَد هاجَ هَذا الرُزءُ رَيعانَ زَفرَةٍ


تَلَقَّيتَها بِالقَولِ عَن قَلبِ موجَعِ


وَلا سَبَبٌ إِلاّ المَوَدَّةُ إِنَّهُ


تَقَطَّعَ مِنّيَ وَالقُوى لَم تُقَطَّعِ


وَلَيسَ مَقالٌ حَرَّكَتهُ حَفيظَةٌ


وَعَهدٌ كَقَولِ القَإِلِ المُتَصَنِّعِ

الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024