صريح كلامي في الوجود وإيمائي

ديوان عبد الغني النابلسي

صريح كلامي في الوجود وإيمائي

سواء وإعلاني هواء وإخفائي

هو البحر عنه لا يزول كلامنا

فعن موجه طوراً وطوراً عن الماء

وكل كلام قد أتى متكلم

به فهو منه عنه في رمز أسماء

صحت أمةٌ من بعد ما سكرت به

فكان بها نوراً أضاء بظلماء

وقامت له في حضرة أقدسية

هي الشمس عنها الكل أمثال أفياء

عليك نديمي بارتشاف كؤوسها

ففي كأسها منها بقية صهباء

وما الكأس إلا أنت والروح خمرها

تحقق تجد في السكر أنواع سراء

وفي عالم الكرم الذي قد تعرشت

عناقيده قف واغتنم فضل نعماء

وخذ منه عنقوداً هو الجسم ثم دع

كثائفه واحفظ لطائف لألاء

ولا تكسر الراووق إن الصفا به

وحلل وركب في أصول وأبناء

إلى أن ترى وجه الزجاجة مشرقاً

وذات الحميا في غلائل بيضاء

فإن هناك الدن دندن فانياً

وجاء الدواء الصرف يذهب بالداء

وأقبلت الحسناء بالراح تنجلي

على يدها يا طيبَ راحٍ وحسناء

سجدنا إليها أي فنينا بحبها

وذلك لما أن أشارت بإيماء

وحاصله أن الجميع ستائر

على وجهها الباقي فعجل بإفناء

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات