شعثا قد انتزع القياد بطونها

ديوان الفرزدق

شُعثاً قَدِ اِنتَزَعَ القِيادُ بُطونَها

مِن آلِ أَعوَجَ ضُمَّرٍ وَفِحالِ

شُمُّ السَنابِكِ مُشرِفٌ أَقتارُها

وَإِذا اِنتُضينَ غَداةَ كُلَّ صِقالِ

في جَحفَلٍ لَجِبٍ كَأَنَّ شَعاعَهُ

جَبَلُ الطَراةِ مُضَعضَعُ الأَميالِ

يَعذِمنَ وَهيَ مُصِرَّةٌ آذانَها

قَصَراتِ كُلِّ نَجيبَةٍ شِملالِ

وَتَرى عَطِيَّةَ وَالأَتانُ أَمامَهُ

عَجِلاً يَمُرُّ بِها عَلى الأَمثالِ

وَيَظَلُّ يَتبَعُهُنَّ وَهوَ مُقَرمِدٌ

مِن خَلفِهِنَّ كَأَنَّهُ بِشكالِ

وَتَرى عَلى كَتِفَي عَطِيَّةَ مائِلاً

أَرباقَهُ عُدِلَت لَهُ بِسِخالِ

وَتَراهُ مِن حَميِ الهَجيرَةِ لائِذاً

بِالظِلِّ حينَ يَزولُ كُلَّ مَزالِ

تَبِعَ الحِمارَ مُكَلَّماً فَأَصابَهُ

بِنَهيقِهِ مِن خَلفِهِ بِنِكالِ

وَاِبنُ المَراغَةِ قَد تَحَوَّلَ راهِباً

مُتَبَرنِساً لِتَمَسكُنٍ وَسُؤالِ

يَمشي بِها حَلِماً يُعارِضُ ثَلَّةً

قُبحاً لِتِلكَ عَطِيَّ مِن أَعدالِ

نَظَروا إِلَيَّ بِأَعيُنٍ مَلعونَةٍ

نَظَرَ الرِجالِ وَما هُمُ بِرِجالِ

مُتَقاعِسينَ عَلى النَواهِقِ بِالضُحى

يَمرونَهُنَّ بِيابِسِ الأَجذالِ

إِنَّ المَكارِمَ يا كُلَيبُ لِغَيرِكُم

وَالخَيلَ يَومَ تَنازُلِ الأَبطالِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات