Skip to main content
search

سُبحانَ جَبّارِ السَماءِ

إِنَّ المُحِبَّ لَفي عَناءِ

مَن لَم يَذُق حُرَقَ الهَوى

لَم يَدرِ ما جَهدُ البَلاءِ

لَو كُنتُ أَحسُبُ عَبرَتي

لَوَجَدتُها أَنهارَ ماءِ

كَم مِن صَديقٍ لي أُسا

رِقُهُ البُكاءَ مِنَ الحَياءِ

فَإِذا تَفَطَّنَ لامَني

فَأَقولُ ما بي مِن بُكاءِ

لَكِن ذَهَبتُ لِأَرتَدي

فَأَصَبتُ عَيني بِالرِداءِ

حَتّى أُشَكِّكَهُ فَيَس

كُتَ عَن مَلامي وَالمِراءِ

يا عُتبَ مَن لَم يَبكِ لي

مِمّا لَقيتُ مِنَ الشَقاءِ

بَكَتِ الوُحوشُ لِرَحمَتي

وَالطَيرُ في جَوِّ السَماءِ

وَالجِنُّ عُمّارُ البُيو

تِ بَكَوا وَسُكانُ الفَضاءِ

وَالناسُ فَضلاً عَنهُمُ

لَم تَبكِ إِلّا بِالدِماءِ

يا عُتبُ إِنَّكِ لَو شَهِد

تِ عَلَيَّ وَلوَلَةَ النِساءِ

وَمُوَجَّهاً مُستَرسِلاً

بَينَ الأَحِبَّةِ لِلقَضاءِ

لَجَزَيتَني غَيرَ الَّذي

قَد كانَ مِنكِ مِنَ الجَزاءِ

أَفَما شَبِعتِ وَلا رَوَي

تِ مِنَ القَطيعَةِ وَالجَفاءِ

لِم تَبخَلينَ عَلى فَتاً

مَحضَ المَوَدَّةِ وَالصَفاءِ

يا عُتبُ سَيِّدَتي أَعي

ني حُسنَ وَجهَكِ بِالسَخاءِ

مَهلاً عَلَيكِ وَإِن بَخِل

تِ عَلَيَّ بِالحَسَنِ العَزاءِ

واكُثرَ أَكثَرِ مَن تَرى

وَأَقَلُهُم أَهلُ الوَفاءِ

وَاليَأسُ مَقطَعَةُ المُنى

وَالصَبرُ مِفتاحُ الرَجاءِ

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024